خزاعة وخزاعل؟؟

خزاعة وخزاعل

لا فرق بين خزاعة وخزاعل وقد تطرق إلى البحث عن هذا الكثير من الكتَّاب نذكر منهم الأستاذ الكاتب اليماني محمد عبد القادر بامطرق في كتابه الجامع بجزئيه (1و2) حيث يقول فيه: (يُسمون خزاعة في العراق بالخزاعل وهم بقايا خزاعة القديمة).

كما تطرق بالحديث عنهم الأستاذ اسكندر المعلوف عضو المجمع العلمي العربي في دمشق، مقالة نشرت له في المجلد التاسع من مجلة العرفان – ص291 - ص390، حيث ذكر صلة أمراء حرفوش بالخزاعل بقوله:

( ينسب الأمراء الحرفوشيون إلى خزاعة وهم من لحي بن عمرو بن عامر ماء السماء من قحطان من الأزد. وكانت مواطنهم في أنحاء مكة المكرمة ولهم ولاية البيت الحرام قبل قريش الذين كانوا أحلافهم، فلما انفصلت تلك الولاية فانخزعوا وتفرقوا فاشتهروا باسم خزاعة،وتدير بعضهم بغداد وهم فيها إلى اليوم باسم عرب خزاعة أو الخزاعل…إلى آخر كلامه).

كما تناول بالحديث عنهم الأستاذ وادي العطية في تعليقه على هامش الجزء الخامس من كتاب العراق بين احتلالين للأستاذ العزاوي المنشور سنة 1953م، حيث يقول الحاج وادي:
(أن كلمة خزاعل محرفة، والتحريف في أسماء العشائر والقبائل شائع وخاصة في العراق وبالأخص في الفرات، ولدينا من الأدلة على ذلك كثيراً، منها قبيلة الحميدات التي أصل تسميتها (آل حميد)).

كذلك نسمع اليوم فلان شبلي أو شبلاوي أو فتلي أو فتلاوي أو جبري أو جبوري وغيرها الكثير من الشواهد على ذلك.

وشيوع لفظة خزاعة أكثر من الخزاعل، وإليك جملة ممن سماهم خزاعة، قال السيد صادق الفحام المتوفى سنة 1205هـ وهو من العلماء والأدباء المشهورين في عصره، قال في قصيدة مثبتة في ديوانه المخطوط في مدح أولاد حمد آل عباس الخزاعي مطلعها:

حثثتُ مطايا السير في المهمة القفر ** إلى السادة الأمجاد والقادة الغرِ

إلى أن يقول:
إذا افتخـرت يوماً خزاعـة في العلى ** فإن أبا سلطان أوحــد في الفخر

وله أيضاً يمدح سلطان آل محمد الملقب (بالمايع) بقصيدة من نوع القصيد البدوي ومحل الشاهد منها قوله:

وعنواي سلطان العرب ولد خزعل
وما من عتب لو كلــت سلطان رومها

في الأول ذكرهم (خزاعة) وفي الثاني ذكرهم باسم (خزعل) مما يدل أنهم عرفوا بكلا الاسمين في ذلك الوقت. كما ذكرهم الشيخ محمد بن يونس الجليحي الحسكي المتوفى في العقد الرابع من القرن الثالث عشر الهجري، في رسالة بعث بها إلى شيخ خزاعة سلمان آل محسن أستهلها بقوله:

إلى مـلك مـن بني خزعل * يمد إلى المجد باعاً طويلا
رئيس خزاعة من أصبحت * إليه خزاع تجد الرحــيلا

وهذا الشيخ أيضاً سماهم بكلا الاسمين (خزاعل) و (خزاعة).

وللسيد أحمد بن السيد محمد العطار المتوفى سنة 1215هـ في مدح رؤساء خزاعة من آل سلمان قوله:

لهم نسب كالصبح أبلج واضح * لهم حسب مثل النجوم الثواقب
هم آل سلمان حمـاة الذمار من * خزاعة أرباب العـلى والـمراتب

كما جاء ذكرهم في كتاب ترجمة السيد شبر المشعشعي المتوفى سنة 1170هـ ، تأليف الشيخ أحمد بن الشيخ محمد، في أبيات عن لسان السيد شبر مخاطباً بها حمود آل حمد بن عباس رئيس خزاعة. ومحل الشاهد منها هذا البيت:

يا سيد اً عزت خزاعة كلها * فيه وعز به الغريب الأبعد

وقد ذكرهم الشيخ عبد الحسين محي الدين النجفي هاجياً الشيخ ذرب بن مغامس آل شلال الخزاعي الذي آلت إليه رئاسة عموم الخزاعل بعد وفاة الشيخ سلمان آل محسن آل غانم آل سلمان عام 1237هـ أو 1238هـ.

وعندما اجتمع به ذرب عاتبه على هجائه له فقال الشيخ عبد الحسين لم أقل هكذا وإنما قلت:
لقد لبست خزاعة ثوب عز * غداة غـدى ابن شلال أميرا
طويل مـا به قـصرٌ ولــكن * غدى عن كل منقصة قصيرا

وأما ابن سند البصري فقد ذكرهم في كتابه مطالع السعود كثيراً وكان لا يسميهم إلا بـ (خزاعة) ومما جاء به: (في سنة 1215هـ تمرد آل سلمان من خزاعة ولم يؤدوا لوازم الانقياد والطاعة، وقال لسان حالهم:

أنا خزاعـة من ســادة أوائلنا * بكل عضب رسوب صارم ذكر
يأبى لنا الذل إنا معشر أنف * وإننا أسد في البدو والحضر

كما ورد في ص4 من كتاب دراسات عن عشائر العراق – الخزاعل - للمرحوم الأستاذ السيد محمد حسين المقرم كلاماً للسيد إبراهيم الحيدري مؤلف عنوان المجد اعتبرها تفسيراً لكلمة الخزاعل من بني خزاعة.

وذلك قوله ناقلاً عنه: (ومن العشائر العظيمة في العراق الخزاعل من بني خزاعة، فحرفت وسميت خزاعل، والذي أظنه أنها ليست تحريفاً وإنما تأثر الأمر باللغة التركية التي كانت سائدة بالعراق آنذاك يستبدل الأتراك ياء النسب بالصيغة (لر) ولكن الناس في كلامهم يحذفون الراء وقالوا: السماوتلي بدل السماوي والكركوكلي بدل الكركوكي.. وهكذا الخزعلي بدل الخزاعي).
.
ومن هذا البحث يتبين لنا بأن الخزاعل هم خزاعة ويثبت ذلك أنهم عرفوا بكلا الاسمين ولا فرق بين خزاعة وخزاعل إلا أن تسميتهم بخزاعة شائعة أكثر من خزاعل، وطبقة السواد غالباً ما تطلق عليهم خزاعل.

لهم نسب كالصبح أبلج واضح * لهم حسب مثل النجوم الثواقب
هم آل سلمان حمـاة الذمار من * خزاعة أرباب العـلى والـمراتب
اعجبني هذا الكلام وكلا مك في غاية اروعه