مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
الشيخ سلمان بن عباس الخزعلي
صفحة 1 من اصل 1
الشيخ سلمان بن عباس الخزعلي
الشيخ سلمان بن عباس
هو سلمان بن عباس باشا بن سلمان باشا الأول بن عباس باشا الكبير بن محمد باشا بن حسن باشا بن عبد الله بن عبد المنعم بن هديب بن برخا بن أثير بن جلال بن خزعل بن رضا بن دعبل الثاني بن علي بن حسن بن رضا بن علي بن دعبل الخزاعي شاعر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
هو ثاني رئيس قوي من الخزاعل بعد الأمير مهنا الهيس..ابتدأت رئاسته في حياة أبيه عباس باشا، وفي سنة 1105هـ، 1693م حبسته الحكومة العثمانية في سجن القلعة ببغداد على (أداء الخانة) وهي ضريبة على بيوت العشائر كانت تستوفيها الحكومة العثمانية منهم. لكنه تمكن من الهرب من السجن في الليلة الأولى والعودة إلى أهله، فأعلن عصيانه وعدم مد يد الخضوع للحكومة العثمانية البغيضة، والتفت حوله عشائر كثيرة تناصره وتؤيده على ذلك.
وإليك بعض ما جاء في كتاب حديقة الزوراء :
((كان صاحب المشورة على البغي والعصيان، والمحرض الأحزاب الخزعلي سلمان أنه في أثناء السنة الخامسة بعد المائة والألف حبس في القلعة على أداء (الخانة) ورهن فيها خوفاً من المكر والخيانة، فلما مضى عليه في الحبس يوم شرع مع نفسه باللوم، مفكراً في انقياده وعدم أنقاذه واسعاده مع قدرته على الفرار والهرب قبل حصوله في دار البوار والعطب، ولم يزل يستنتج الأفكار حتى ولى النهار فظهر له سبب الخلاص وبدأ له المناص من ضيق الأقفاص، وصبر حتى جن الليل ونام الحراس،فخف إلى امتطاء الخيل بعد هدوء الأنفاس وفتح باب سجنه على غفلة وصعد الشرفات من ناحية دجلة، وفك حديده الحديد،وعبر دجلة إلى الجانب الغربي سابحاً وصار إلى أعوانه غادياً ورائحاً، فبادر إلى العصيان وشرع في البغي والطغيان، ومتنت الخزاعل بعد ضعفها، وكثرت بعد قلتها في صنفها لما عاضدتهم العشائر الخائنة وناصرتهم القبائل العاصية غير الآمنة فاشتهر هذا المنكوب بالصولة استدراجاً، وأعطى الله خيله ورجاله رواجاً وحاول الارتقاء على سلم الموالي، ورام الجلوس في فناء الأمراء على بساط المعالي،وادعى ببغيه وطغيانه عدم النظير في حده وشأنه،واستعمل الحشمة والتوقير، وسار سيرة الملوك، وسار الدهر بركابه ودخل في جملة أحزابه وملك غالب ضياع بغداد، وعدم أهلها الانتفاع بوجود هذا الفساد قائلاً:
((إنها ملكي جزماً ملكتها قوة وحزماً))، جامعاً عشائر كثيرة لمصاهرته لهم وأخذه نساء غزيرة، ومتنت ساقه وخفقت رايته، وتجمعت عليه الأحزاب الطاغية والأعراب الباغية، حتى أن (غزية وشمر) عنده كالعبيد فاعلين منقادين لما يريد، ولما نظر إلى قومه وشدة صولته وحزمه، سول له الشيطان أن يأخذ بغداد ويحكم في العباد والبلاد، وركب في ركابه عشرة آلاف يحملون السلاح، ذوو ائتلاف مع بقية من يمشي خلفه من الجنود، وبقي أينما سار تخفق على رأسه البنود، ورسم لهم العلوفة، وجعلها لهم معروفة، وقطع النظر عن سائر الأعراب واكتفى بمن انتخبه من ذوي الأحساب والأنساب،واجتمع عليه خلق كثير، وجمع لديه جم غفير. وجاء إلى الحسكة (الديوانية اليوم) وهي أحسن ضياع العراق وأنفع القرى على الاتفاق… إلى آخره)) وهي طويلة.
ومما يلاحظ ما جاء أعلاه أن الأمير سلمان الخزاعي كان نداً قوياً للحكومة التركية، وقد سيطر على معظم أراضي بغداد الخصبة ( القرى والبساتين المحيطة بها) وأراد احتلال بغداد وطرد العثمانيين منها وإنشاء دولة عربية مستقلة.
وفي سنة 1106هـ، 1694م أغار الشيخ سلمان بن عباس على بعض قرى الفرات المجاورة لمدينة الحلة، فخرجت إليه عساكر الانكشارية واستمرت الحرب بين الفريقين مدة، وفي آخر الأمر وقع الصلح ورجعت العساكر إلى بغداد .
وفي سنة 1112هـ، 1700م فاض نهر الفرات فيضاناً عظيماً وطفحت مياهه على جميع الأراضي الزراعية الواقعة عليه فأتلفت المزروعات وتقطعت الطرق ونجم عن ذلك أن تحول مجرى نهر الفرات عن مجراه القديم الذي يمر بمدينة الرماحية إلى جهة نهر ذياب الذي تقع عليه بلدة الحسكة، فاغتنم الشيخ سلمان بن عباس هذه الحادثة فاستولى على مقاطعات الرماحية وخالد وكبشة والحسكة وناحية بني مالك ونهر الشاه ولم يكتف بذلك بل مد يده إلى مدينة النجف الأشرف .
نال الشيخ سلمان على أثر هذا التحول بالأوضاع ثروة وقدرة،فقد انتقل من منزله القديم الواقع على نهر الرماحية إلى بلدة الحسكة واتخذها مركزاً لإمارته، ونتيجة لتطور هذه الأوضاع أراد أن يوسع نفوذ سيطرته فجهز حملة واتجه بها إلى ناحية مدينة الحلة بقصد الاستيلاء عليها وضمها لسلطته.
عندما علم والي بغداد الوزير مصطفى باشا بالأمر أرسل جيشاً من بغداد تمكن من إزاحة جيش سلمان القبلي من البلدة..فلم يفلح الخزاعي في هجومه هذا.
وفي أوائل ربيع الأول سنة 1113هـ، 1701م أصدرت الحكومة العثمانية أمرها القاضي بلزوم سد نهر ذياب(المجرى الجديد للفرات) وتحويل مجراه وأن يؤسس النظام في تلك المناطق وأن تضرب على أيدي البغاة،وهو أجراء احترازي يهدف بالتضييق على الشيخ سلمان وتحديد مناطق سيطرته.
وبالفعل أصدرت الدولة أوامرها بتوجيه محافظ كوتاهية الوزير عبدي باشا ومحافظ ديار بكر يوسف باشا ومتصرف لواء كوي (كوسنجق) علي باشا ووالي شهر زور الوزير يوسف باشا ومحافظ الموصل الوزير إبراهيم باشا وكتحذاه جيش بغداد وينكجرية الباب العالي وعساكر البلاد المذكورة تنفيذاً لهذا الأمر.
وقد تم تجميع المعدات والمواد اللازمة لسد النهر من مدينة بغداد ومدينة الحلة وأمدت الدولة بغداد بمقدار من المدافع وعنيت بأمر السفن.
وصل الأمراء والعسكر تدريجياً إلى بغداد..ولما اكتملت التحضيرات العسكرية وجه والي بغداد الوزير مصطفى باشا بكتاب إلى والد سلمان (عباس باشا) يدعوه للطاعة ويحذره من مغبة الإصرار على العصيان وما تجر إليه الحالة من نتائج من جهة، ومن جهة أخرى رغَّبهُ بأمور سوف يحصل عليها لو عاد للطاعة، فلم يجبه عباس على كتابه هذا، إنما أجابه ولده سلمان بكلمات بها أنفة وتحدي وكتب على ظهر الكتاب هذين البيتين:
إنا خزاعة من سادت أوائلنا **بكل عضب رسوب صارم الذكر
يأبى لنا الذل إنا معشر أنف **وإننا أسد في البدو والحضر .
عندها سار الجيش من الكرخ في 6رجب يوم الثلاثاء سنة 1113هـ ، فقطع الطريق على مراحل حتى وصل إلى مقربة من نهر ذياب بالقرب من مرقد عون بن علي .
عندما علم الشيخ سلمان بوصول الجيش شرع على الفور بجمع قواته القريبة والبعيدة وتعبئتهم للحرب ضد القوات الحكومية العثمانية، كما دعا العشائر البعيدة التي تحت نفوذه وسيطرته بالمجيء، فتواردت عليه بالخيل والرجال، فتجمع لديه حشد كبير يربوا على الأربعين ألف فارس وراجل.
أصدر الشيخ سلمان أوامره لبعض قواته بالانتشار على طول الطريق بين الأدغال وليكمن الجميع لحين وصول الجيش ومباغته.
أما القوات العثمانية فإنها سارت على مقربة من النهر نحو ثلاث ساعات عندها أنزلوا أحمالهم ومعداتهم فبينما هم كذلك إذ هجم عليهم سلمان الخزعلي ورجاله من بين الأدغال على حين غرة واشتبكوا معهم بقتال دامي أوقع فيهم القتلى والكثير من الجرحى، وفي حالة الاشتباك هذه سمعوا رجال الشيخ سلمان دوي المدافع ورأوا القذائف تتساقط حولهم وبينهم وهي حالة لم يألفها بعضهم فارتبكوا وتفرق شملهم وانتشروا وحداناً بين الأدغال وتعقبهم الجيش ساعة أو ساعتين، فرجع الجيش منتصراً.
((أوقعت هذه الحادثة في قلوب الأعراب الاضطراب والخوف في نفوسهم والبعض منهم كان مكرهاً، فمدوا يد الطاعة والانقياد هكذا قالوا)) .
وقد كانت الخسائر بالأرواح في هذه المعركة من أبناء العشائر كبيرة جداً.
((وكونت رؤوس ألف من العصاة المقطوعة هرماً كالح اللون،وبعد أربعين سنة بقيت رابية أشلائهم ظاهرة للعيان)) .
بعد يومين من انتهاء المعركة نزل الجيش عند النهر الجديد المراد حفره وسد النهر القديم فقاموا بمسحه فوجدوا طوله 5170 ذراع وعرضه 120 ذراع وعمقه 20 ذراع، فبدءوا بالحفر في 22 من شهر رجب عام 1113هـ، وامتد العمل 48يوماً، وفي 12 رمضان فتحوا السد بين النهر الجديد وبين الشط.
((ولما كانت الأرض يابسة والنهر عظيماً بقي الاتصال بمجراه القديم فلم يجد الحفر نفعاً بالرغم مما صرف من جهود فلم تنجح)) .
وقد تم بعد ذلك إجراء إداري، فتم تعيين ضابط للحسكة ومحافظاً،بعدئذ تحرك الجيش من مقرهم في غرة ذي القعدة سنة 1113هـ سالكين طريق نجف-كربلاء-بغداد، وفي أواخر الشهر نفسه ورد كتاب من ضابط الحسكة يخبر بأن الشيخ سلمان الخزعلي جاء تلك الأنحاء، وطلب من الحكومة العون والمدد فلم يصل إليه في حينه، فقدم الشيخ سلمان واستولى على تلك الجهة .
بقيت الحسكة والقرى والمدن الفراتية المجاورة تحت سيطرة الشيخ سلمان ما يقارب تسعة أشهر في هذه المرة، ونتيجة لهذا الوضع طرأت تغيرات وتبادل مراكز للحكومة العثمانية، ففي 14 صفر سنة 1114هـ تم عزل الوزير مصطفى باشا وتعين بدله الوزير يوسف باشا ((وهو من الذين شاركوا بالحملة العسكرية الكبرى التي ذهبت لمحاربة الشيخ سلمان الخزاعي ومن الذين أسهموا بتغير مجرى الفرات))، وفيما بعد عهد إليه منصب والي بغداد .
وفي شهر رجب سنة 1114هـ، 1702م أصدرت الأوامر من الحكومة إلى الوزير يوسف باشا بتولي أمرة الجيش وأن يستعد لحرب الشيخ سلمان لحين وصول القوات والإمدادات إليه. فعسكر الوزير في الجانب الغربي من بغداد وظل ينتظر مجيء القوات التي أمرت الحكومة العليا بتحريك هذه القطعات إليه كي يؤلف القوة اللازمة للهجوم والقضاء على الشيخ سلمان شيخ خزاعة.
علم الشيخ سلمان بما تنوي الحكومة العثمانية القيام به ضده وبمناورة ذكية منه اتسمت بالدهاء والذكاء معاً، فأرسل والده عباس باشا وأظهر بأنه على استعداد لتأدية الضرائب لناحية الحسكة كل سنة، وأمام هذه التعهد ترك أمر حربه وبذلك أفشل الحملة العسكرية.
ظل الوضع هادئ طيلة أيام حكم الوزير يوسف باشا التي دامت مدته 15شهراً تقريباً وانتهت بعزله يوم 25 ربيع الثاني سنة 1115هـ، 1702م. وتعين الوزير علي باشا مكانه ، فرأى الشيخ سلمان الخزعلي بأنه أصبح في حل ما أعطى من عهود إلى الوزير يوسف، فسيطر من جديد على الحسكة ووسع مناطق نفوذه حتى مدينة السماوة التي كانت تدار من قبل مانع بن شبيب شيخ المنتفق ((فاحتدم معه في معركة عظيمة بين قبائل المنتفق وقبيلة خزاعة بالقرب من السماوة، كان النصر حليف الشيخ سلمان الخزعلي بعد أن قتل من أفراد العميرتين المتحاربتين جمع عظيم)) .
ظل الشيخ سلمان الخزاعي مسيطراً على مناطق نفوذه سيطرة مطلقة طيلة أيام حكم الوزير علي باشا وكذلك السنة الأولى من ولاية الوزير حسن باشا .
ففي عام 1117هـ ،1705م جهز الوزير حسن باشا جيشاً قوياً قوامه أربعون ألف خيال هدفه القضاء على الشيخ سلمان بن عباس الخزاعي وفي غضون أربعة أيام وثالث ليال وصل الجيش إلى الحسكة مركز إمارة الشيخ سلمان،وعندما استشعر الشيخ سلمان بقدوم الجيش آثر الانسحاب مع عشيرته واتباعه إلى السماوة فدخل الوزير حسن باشا الحسكة واغتنم أموال الشيخ سلمان وأمر بوضع مدفع على سور مدينة الحسكة لأجل حمايتها وأمر أن يراقب أمام السور خشية هجوم الشيخ سلمان الخزعلي وصولته.
أخذ الوزير يقتصي أخبار الشيخ سلمان وعلم أنه مقيم في السماوة، فقاد عليه حملة عسكرية، فلما بلغ الخبر إلى الشيخ سلمان اتجه إلى (النيل) وهي منطقة أهوار صعبة التنقل وبقي فيها مدة ولصعوبة البقاء فيها طويلاً ارتحل الشيخ سلمان إلى البصرة والتحق هناك بمغامس بن مانع بن شبيب شيخ المنتفق .
اطمئن الوزير على الوضع نتيجة ارتحال الشيخ سلمان، فنصب بعض المحافظين في الحسكة والسماوة وغيرها من المدن والقرى الواقعة في تلك الأنحاء وعاد إلى بغداد في أواخر جمادى الآخرة سنة 1117هـ.
((ولم يخطر ببال الوزير أنه يمزق ذلك الجمع بأربعين ألف خيال)) .
مكث الشيخ سلمان الخزاعي بالبصرة مع مغامس بن مانع بن شبيب شيخ المنتفق ثلاث سنوات على أمل العودة إلى دياره عندما تسنح الأمور لذلك، لكن الوزير حسن باشا قرر التوجه إلى البصرة لمحاربة المنتفق.
فجهز جيشاً كبيراً تحرك به يوم الاثنين 7 رجب سنة 1120هـ، 1708م فوصلها يوم 22شعبان ودارت معركة كبيرة جداً بين جيوش العثمانيين وعشائر المنتفق بالقرب من القرنة دامت إلى يوم 19رمضان وانتهت بانتصار القوات الحكومية العثمانية ودحر جموع المنتفق، وكان الشيخ سلمان الخزعلي ممن انتصر للمنتفق في هذه الحرب .
هذه مجمل أخبار الشيخ سلمان بن عباس باشا الخزاعي ولم توثق سنة وفاته، لكني عثرت على مخطوط للمرحوم الشيخ غانم الخزاعي مدون فيها وفاته حيث يذكر فيها صاحبها ما نصه: ((مات الشيخ سلمان بن عباس الخزاعي قتيلاً عام 1722م في معركة دارت رحاها مع الجيش العثماني في البصرة، كان يناصر فيها شيخ المنتفق، وقد قتلا كلاهما ودفنا في مقبرة الزبير بالبصرة)).
ومما يتضح أن الزمن الذي عاشه الشيخ سلمان مقاوماً فيه الاحتلال العثماني هو ما يقارب الثلاثين سنة.
وقد خلف الشيخ سلمان أولاد كثيرين منهم : داود، وكرنوص، وصقر، شبيب، غانم، حاج عبد الله، كهو، عكرش، جساس، بصبوص، درويش، محسن، مهنا. فمن هؤلاء وأولادهم وأحفادهم تكونت فرقة آل سلمان.
أما بالنسبة إلى أولاد الشيخ سلمان، فكان النابه منهم داود وهذا توفي سنة 1160هـ في نفس السنة التي توفى فيها والي بغداد الوزير أحمد باشا كما ذكره في قلائد الدر والمرجان،فخلفه أخوه كرنوص بن سلمان فكان ألمع أولاد سلمان بن عباس وذلك في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، وقد قتل كرنوص في معركة بين الخزاعل وبين القوات العثمانية في عهد رئيس خزاعة العام حمود بن حمد بن عباس وكانت المعركة بالقرب من مدينة لملوم أواخر سنة 1178هـ، 1764م، وكانت القوات العثمانية بقيادة والي بغداد الوزير عمر باشا .
وقد آلت الرئاسة العامة للخزاعل بعد وفاة الشيخ سلمان إلى أخيه حمد بن عباس باشا الخزاعي.
المصدر: كتاب تاريخ قبيلة خزاعة / حميد رحيم سلمان الخزاعي ..اصدار1422هــ /النجف الأشرف
هو سلمان بن عباس باشا بن سلمان باشا الأول بن عباس باشا الكبير بن محمد باشا بن حسن باشا بن عبد الله بن عبد المنعم بن هديب بن برخا بن أثير بن جلال بن خزعل بن رضا بن دعبل الثاني بن علي بن حسن بن رضا بن علي بن دعبل الخزاعي شاعر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
هو ثاني رئيس قوي من الخزاعل بعد الأمير مهنا الهيس..ابتدأت رئاسته في حياة أبيه عباس باشا، وفي سنة 1105هـ، 1693م حبسته الحكومة العثمانية في سجن القلعة ببغداد على (أداء الخانة) وهي ضريبة على بيوت العشائر كانت تستوفيها الحكومة العثمانية منهم. لكنه تمكن من الهرب من السجن في الليلة الأولى والعودة إلى أهله، فأعلن عصيانه وعدم مد يد الخضوع للحكومة العثمانية البغيضة، والتفت حوله عشائر كثيرة تناصره وتؤيده على ذلك.
وإليك بعض ما جاء في كتاب حديقة الزوراء :
((كان صاحب المشورة على البغي والعصيان، والمحرض الأحزاب الخزعلي سلمان أنه في أثناء السنة الخامسة بعد المائة والألف حبس في القلعة على أداء (الخانة) ورهن فيها خوفاً من المكر والخيانة، فلما مضى عليه في الحبس يوم شرع مع نفسه باللوم، مفكراً في انقياده وعدم أنقاذه واسعاده مع قدرته على الفرار والهرب قبل حصوله في دار البوار والعطب، ولم يزل يستنتج الأفكار حتى ولى النهار فظهر له سبب الخلاص وبدأ له المناص من ضيق الأقفاص، وصبر حتى جن الليل ونام الحراس،فخف إلى امتطاء الخيل بعد هدوء الأنفاس وفتح باب سجنه على غفلة وصعد الشرفات من ناحية دجلة، وفك حديده الحديد،وعبر دجلة إلى الجانب الغربي سابحاً وصار إلى أعوانه غادياً ورائحاً، فبادر إلى العصيان وشرع في البغي والطغيان، ومتنت الخزاعل بعد ضعفها، وكثرت بعد قلتها في صنفها لما عاضدتهم العشائر الخائنة وناصرتهم القبائل العاصية غير الآمنة فاشتهر هذا المنكوب بالصولة استدراجاً، وأعطى الله خيله ورجاله رواجاً وحاول الارتقاء على سلم الموالي، ورام الجلوس في فناء الأمراء على بساط المعالي،وادعى ببغيه وطغيانه عدم النظير في حده وشأنه،واستعمل الحشمة والتوقير، وسار سيرة الملوك، وسار الدهر بركابه ودخل في جملة أحزابه وملك غالب ضياع بغداد، وعدم أهلها الانتفاع بوجود هذا الفساد قائلاً:
((إنها ملكي جزماً ملكتها قوة وحزماً))، جامعاً عشائر كثيرة لمصاهرته لهم وأخذه نساء غزيرة، ومتنت ساقه وخفقت رايته، وتجمعت عليه الأحزاب الطاغية والأعراب الباغية، حتى أن (غزية وشمر) عنده كالعبيد فاعلين منقادين لما يريد، ولما نظر إلى قومه وشدة صولته وحزمه، سول له الشيطان أن يأخذ بغداد ويحكم في العباد والبلاد، وركب في ركابه عشرة آلاف يحملون السلاح، ذوو ائتلاف مع بقية من يمشي خلفه من الجنود، وبقي أينما سار تخفق على رأسه البنود، ورسم لهم العلوفة، وجعلها لهم معروفة، وقطع النظر عن سائر الأعراب واكتفى بمن انتخبه من ذوي الأحساب والأنساب،واجتمع عليه خلق كثير، وجمع لديه جم غفير. وجاء إلى الحسكة (الديوانية اليوم) وهي أحسن ضياع العراق وأنفع القرى على الاتفاق… إلى آخره)) وهي طويلة.
ومما يلاحظ ما جاء أعلاه أن الأمير سلمان الخزاعي كان نداً قوياً للحكومة التركية، وقد سيطر على معظم أراضي بغداد الخصبة ( القرى والبساتين المحيطة بها) وأراد احتلال بغداد وطرد العثمانيين منها وإنشاء دولة عربية مستقلة.
وفي سنة 1106هـ، 1694م أغار الشيخ سلمان بن عباس على بعض قرى الفرات المجاورة لمدينة الحلة، فخرجت إليه عساكر الانكشارية واستمرت الحرب بين الفريقين مدة، وفي آخر الأمر وقع الصلح ورجعت العساكر إلى بغداد .
وفي سنة 1112هـ، 1700م فاض نهر الفرات فيضاناً عظيماً وطفحت مياهه على جميع الأراضي الزراعية الواقعة عليه فأتلفت المزروعات وتقطعت الطرق ونجم عن ذلك أن تحول مجرى نهر الفرات عن مجراه القديم الذي يمر بمدينة الرماحية إلى جهة نهر ذياب الذي تقع عليه بلدة الحسكة، فاغتنم الشيخ سلمان بن عباس هذه الحادثة فاستولى على مقاطعات الرماحية وخالد وكبشة والحسكة وناحية بني مالك ونهر الشاه ولم يكتف بذلك بل مد يده إلى مدينة النجف الأشرف .
نال الشيخ سلمان على أثر هذا التحول بالأوضاع ثروة وقدرة،فقد انتقل من منزله القديم الواقع على نهر الرماحية إلى بلدة الحسكة واتخذها مركزاً لإمارته، ونتيجة لتطور هذه الأوضاع أراد أن يوسع نفوذ سيطرته فجهز حملة واتجه بها إلى ناحية مدينة الحلة بقصد الاستيلاء عليها وضمها لسلطته.
عندما علم والي بغداد الوزير مصطفى باشا بالأمر أرسل جيشاً من بغداد تمكن من إزاحة جيش سلمان القبلي من البلدة..فلم يفلح الخزاعي في هجومه هذا.
وفي أوائل ربيع الأول سنة 1113هـ، 1701م أصدرت الحكومة العثمانية أمرها القاضي بلزوم سد نهر ذياب(المجرى الجديد للفرات) وتحويل مجراه وأن يؤسس النظام في تلك المناطق وأن تضرب على أيدي البغاة،وهو أجراء احترازي يهدف بالتضييق على الشيخ سلمان وتحديد مناطق سيطرته.
وبالفعل أصدرت الدولة أوامرها بتوجيه محافظ كوتاهية الوزير عبدي باشا ومحافظ ديار بكر يوسف باشا ومتصرف لواء كوي (كوسنجق) علي باشا ووالي شهر زور الوزير يوسف باشا ومحافظ الموصل الوزير إبراهيم باشا وكتحذاه جيش بغداد وينكجرية الباب العالي وعساكر البلاد المذكورة تنفيذاً لهذا الأمر.
وقد تم تجميع المعدات والمواد اللازمة لسد النهر من مدينة بغداد ومدينة الحلة وأمدت الدولة بغداد بمقدار من المدافع وعنيت بأمر السفن.
وصل الأمراء والعسكر تدريجياً إلى بغداد..ولما اكتملت التحضيرات العسكرية وجه والي بغداد الوزير مصطفى باشا بكتاب إلى والد سلمان (عباس باشا) يدعوه للطاعة ويحذره من مغبة الإصرار على العصيان وما تجر إليه الحالة من نتائج من جهة، ومن جهة أخرى رغَّبهُ بأمور سوف يحصل عليها لو عاد للطاعة، فلم يجبه عباس على كتابه هذا، إنما أجابه ولده سلمان بكلمات بها أنفة وتحدي وكتب على ظهر الكتاب هذين البيتين:
إنا خزاعة من سادت أوائلنا **بكل عضب رسوب صارم الذكر
يأبى لنا الذل إنا معشر أنف **وإننا أسد في البدو والحضر .
عندها سار الجيش من الكرخ في 6رجب يوم الثلاثاء سنة 1113هـ ، فقطع الطريق على مراحل حتى وصل إلى مقربة من نهر ذياب بالقرب من مرقد عون بن علي .
عندما علم الشيخ سلمان بوصول الجيش شرع على الفور بجمع قواته القريبة والبعيدة وتعبئتهم للحرب ضد القوات الحكومية العثمانية، كما دعا العشائر البعيدة التي تحت نفوذه وسيطرته بالمجيء، فتواردت عليه بالخيل والرجال، فتجمع لديه حشد كبير يربوا على الأربعين ألف فارس وراجل.
أصدر الشيخ سلمان أوامره لبعض قواته بالانتشار على طول الطريق بين الأدغال وليكمن الجميع لحين وصول الجيش ومباغته.
أما القوات العثمانية فإنها سارت على مقربة من النهر نحو ثلاث ساعات عندها أنزلوا أحمالهم ومعداتهم فبينما هم كذلك إذ هجم عليهم سلمان الخزعلي ورجاله من بين الأدغال على حين غرة واشتبكوا معهم بقتال دامي أوقع فيهم القتلى والكثير من الجرحى، وفي حالة الاشتباك هذه سمعوا رجال الشيخ سلمان دوي المدافع ورأوا القذائف تتساقط حولهم وبينهم وهي حالة لم يألفها بعضهم فارتبكوا وتفرق شملهم وانتشروا وحداناً بين الأدغال وتعقبهم الجيش ساعة أو ساعتين، فرجع الجيش منتصراً.
((أوقعت هذه الحادثة في قلوب الأعراب الاضطراب والخوف في نفوسهم والبعض منهم كان مكرهاً، فمدوا يد الطاعة والانقياد هكذا قالوا)) .
وقد كانت الخسائر بالأرواح في هذه المعركة من أبناء العشائر كبيرة جداً.
((وكونت رؤوس ألف من العصاة المقطوعة هرماً كالح اللون،وبعد أربعين سنة بقيت رابية أشلائهم ظاهرة للعيان)) .
بعد يومين من انتهاء المعركة نزل الجيش عند النهر الجديد المراد حفره وسد النهر القديم فقاموا بمسحه فوجدوا طوله 5170 ذراع وعرضه 120 ذراع وعمقه 20 ذراع، فبدءوا بالحفر في 22 من شهر رجب عام 1113هـ، وامتد العمل 48يوماً، وفي 12 رمضان فتحوا السد بين النهر الجديد وبين الشط.
((ولما كانت الأرض يابسة والنهر عظيماً بقي الاتصال بمجراه القديم فلم يجد الحفر نفعاً بالرغم مما صرف من جهود فلم تنجح)) .
وقد تم بعد ذلك إجراء إداري، فتم تعيين ضابط للحسكة ومحافظاً،بعدئذ تحرك الجيش من مقرهم في غرة ذي القعدة سنة 1113هـ سالكين طريق نجف-كربلاء-بغداد، وفي أواخر الشهر نفسه ورد كتاب من ضابط الحسكة يخبر بأن الشيخ سلمان الخزعلي جاء تلك الأنحاء، وطلب من الحكومة العون والمدد فلم يصل إليه في حينه، فقدم الشيخ سلمان واستولى على تلك الجهة .
بقيت الحسكة والقرى والمدن الفراتية المجاورة تحت سيطرة الشيخ سلمان ما يقارب تسعة أشهر في هذه المرة، ونتيجة لهذا الوضع طرأت تغيرات وتبادل مراكز للحكومة العثمانية، ففي 14 صفر سنة 1114هـ تم عزل الوزير مصطفى باشا وتعين بدله الوزير يوسف باشا ((وهو من الذين شاركوا بالحملة العسكرية الكبرى التي ذهبت لمحاربة الشيخ سلمان الخزاعي ومن الذين أسهموا بتغير مجرى الفرات))، وفيما بعد عهد إليه منصب والي بغداد .
وفي شهر رجب سنة 1114هـ، 1702م أصدرت الأوامر من الحكومة إلى الوزير يوسف باشا بتولي أمرة الجيش وأن يستعد لحرب الشيخ سلمان لحين وصول القوات والإمدادات إليه. فعسكر الوزير في الجانب الغربي من بغداد وظل ينتظر مجيء القوات التي أمرت الحكومة العليا بتحريك هذه القطعات إليه كي يؤلف القوة اللازمة للهجوم والقضاء على الشيخ سلمان شيخ خزاعة.
علم الشيخ سلمان بما تنوي الحكومة العثمانية القيام به ضده وبمناورة ذكية منه اتسمت بالدهاء والذكاء معاً، فأرسل والده عباس باشا وأظهر بأنه على استعداد لتأدية الضرائب لناحية الحسكة كل سنة، وأمام هذه التعهد ترك أمر حربه وبذلك أفشل الحملة العسكرية.
ظل الوضع هادئ طيلة أيام حكم الوزير يوسف باشا التي دامت مدته 15شهراً تقريباً وانتهت بعزله يوم 25 ربيع الثاني سنة 1115هـ، 1702م. وتعين الوزير علي باشا مكانه ، فرأى الشيخ سلمان الخزعلي بأنه أصبح في حل ما أعطى من عهود إلى الوزير يوسف، فسيطر من جديد على الحسكة ووسع مناطق نفوذه حتى مدينة السماوة التي كانت تدار من قبل مانع بن شبيب شيخ المنتفق ((فاحتدم معه في معركة عظيمة بين قبائل المنتفق وقبيلة خزاعة بالقرب من السماوة، كان النصر حليف الشيخ سلمان الخزعلي بعد أن قتل من أفراد العميرتين المتحاربتين جمع عظيم)) .
ظل الشيخ سلمان الخزاعي مسيطراً على مناطق نفوذه سيطرة مطلقة طيلة أيام حكم الوزير علي باشا وكذلك السنة الأولى من ولاية الوزير حسن باشا .
ففي عام 1117هـ ،1705م جهز الوزير حسن باشا جيشاً قوياً قوامه أربعون ألف خيال هدفه القضاء على الشيخ سلمان بن عباس الخزاعي وفي غضون أربعة أيام وثالث ليال وصل الجيش إلى الحسكة مركز إمارة الشيخ سلمان،وعندما استشعر الشيخ سلمان بقدوم الجيش آثر الانسحاب مع عشيرته واتباعه إلى السماوة فدخل الوزير حسن باشا الحسكة واغتنم أموال الشيخ سلمان وأمر بوضع مدفع على سور مدينة الحسكة لأجل حمايتها وأمر أن يراقب أمام السور خشية هجوم الشيخ سلمان الخزعلي وصولته.
أخذ الوزير يقتصي أخبار الشيخ سلمان وعلم أنه مقيم في السماوة، فقاد عليه حملة عسكرية، فلما بلغ الخبر إلى الشيخ سلمان اتجه إلى (النيل) وهي منطقة أهوار صعبة التنقل وبقي فيها مدة ولصعوبة البقاء فيها طويلاً ارتحل الشيخ سلمان إلى البصرة والتحق هناك بمغامس بن مانع بن شبيب شيخ المنتفق .
اطمئن الوزير على الوضع نتيجة ارتحال الشيخ سلمان، فنصب بعض المحافظين في الحسكة والسماوة وغيرها من المدن والقرى الواقعة في تلك الأنحاء وعاد إلى بغداد في أواخر جمادى الآخرة سنة 1117هـ.
((ولم يخطر ببال الوزير أنه يمزق ذلك الجمع بأربعين ألف خيال)) .
مكث الشيخ سلمان الخزاعي بالبصرة مع مغامس بن مانع بن شبيب شيخ المنتفق ثلاث سنوات على أمل العودة إلى دياره عندما تسنح الأمور لذلك، لكن الوزير حسن باشا قرر التوجه إلى البصرة لمحاربة المنتفق.
فجهز جيشاً كبيراً تحرك به يوم الاثنين 7 رجب سنة 1120هـ، 1708م فوصلها يوم 22شعبان ودارت معركة كبيرة جداً بين جيوش العثمانيين وعشائر المنتفق بالقرب من القرنة دامت إلى يوم 19رمضان وانتهت بانتصار القوات الحكومية العثمانية ودحر جموع المنتفق، وكان الشيخ سلمان الخزعلي ممن انتصر للمنتفق في هذه الحرب .
هذه مجمل أخبار الشيخ سلمان بن عباس باشا الخزاعي ولم توثق سنة وفاته، لكني عثرت على مخطوط للمرحوم الشيخ غانم الخزاعي مدون فيها وفاته حيث يذكر فيها صاحبها ما نصه: ((مات الشيخ سلمان بن عباس الخزاعي قتيلاً عام 1722م في معركة دارت رحاها مع الجيش العثماني في البصرة، كان يناصر فيها شيخ المنتفق، وقد قتلا كلاهما ودفنا في مقبرة الزبير بالبصرة)).
ومما يتضح أن الزمن الذي عاشه الشيخ سلمان مقاوماً فيه الاحتلال العثماني هو ما يقارب الثلاثين سنة.
وقد خلف الشيخ سلمان أولاد كثيرين منهم : داود، وكرنوص، وصقر، شبيب، غانم، حاج عبد الله، كهو، عكرش، جساس، بصبوص، درويش، محسن، مهنا. فمن هؤلاء وأولادهم وأحفادهم تكونت فرقة آل سلمان.
أما بالنسبة إلى أولاد الشيخ سلمان، فكان النابه منهم داود وهذا توفي سنة 1160هـ في نفس السنة التي توفى فيها والي بغداد الوزير أحمد باشا كما ذكره في قلائد الدر والمرجان،فخلفه أخوه كرنوص بن سلمان فكان ألمع أولاد سلمان بن عباس وذلك في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري (السابع عشر الميلادي)، وقد قتل كرنوص في معركة بين الخزاعل وبين القوات العثمانية في عهد رئيس خزاعة العام حمود بن حمد بن عباس وكانت المعركة بالقرب من مدينة لملوم أواخر سنة 1178هـ، 1764م، وكانت القوات العثمانية بقيادة والي بغداد الوزير عمر باشا .
وقد آلت الرئاسة العامة للخزاعل بعد وفاة الشيخ سلمان إلى أخيه حمد بن عباس باشا الخزاعي.
المصدر: كتاب تاريخ قبيلة خزاعة / حميد رحيم سلمان الخزاعي ..اصدار1422هــ /النجف الأشرف
حميد الخزاعي- مشرف عام
- عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 11/12/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 02, 2019 7:05 am من طرف خالد كطران الخزاعي
» نسب عشيرة الحريشين الخزاعيه
الأحد فبراير 24, 2019 8:21 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورخالدالشمري
الإثنين مارس 17, 2014 3:24 am من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورمن مكوب الخزاعل لعام 1435
السبت نوفمبر 30, 2013 1:06 am من طرف المدير ذياب الخزعلي
» الشيخ ثعبان ابومحمد شيخ البومحمد
السبت نوفمبر 16, 2013 3:28 pm من طرف خالد كطران الخزاعي
» صور متفرقه من الخزاعل
الأربعاء يوليو 17, 2013 9:33 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صور من مضيف ابو اثير الخزعلي في كربلاء حي القادسية
الأربعاء يوليو 17, 2013 8:55 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورة الشيخ هاشم عبيدعبدعلي الدهش الخزعلي
الأربعاء يوليو 17, 2013 8:40 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صور الامير حسين الشعلان مع الشيخ هاشم عبيدعبدعلي الدهش الخزاعي
الخميس يوليو 04, 2013 8:46 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي