دعبل الخزاعي

أسمه وكنيته ولقبه:
لم يتفق المؤرخون في أسم دعبل وكنيته كما اتفقوا جميعاً في لقبه، وقد جاء في بعض المراجع التاريخية والأدبية دعبلاً بأسم (عبد الرحمن)، وفي أخرى (محمد)، والبعض منهم سماه (الحسن)، على أنّ أكثر هذه المراجع والمصادر التاريخية كان يطلق عليه لفظ (دعبل بن علي) دون التصريح بأسمه، فالأصفهاني في (الأغاني) قال: (هو دعبل بن علي بن رزين …الخ) وقال البغدادي في كتابه (تاريخ بغداد) (هو دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أبو علي الخزاعي).
وقد تلاحظ الاختلاف في أكثر المصادر بذكر أسمه لكنهم جميعاً متفقون في ذكر لقبه بـ (دعبل).
أما كنيته فهي (أبو علي أو أبو جعفر) وقد غلب عليه اللقب حتى كاد ينسى أسمه الأصلي.
نسـبه:
أراد بعض المؤرخين أن يطمس نسب( دعبل) أو ينال منه بأن ينسبه إلى خزاعة بالولاء، بتحريض أعداء (دعبل)، من خلفاء ووزراء وأعيان، والذين لهم اليد الطولى بالتلاعب بكتابة التأريخ وتزويره. أولئك الذين نالهم (دعبل)، بهجائه اللاذع وهو يراهم يسلبون حق آل محمد ويلاحقوهم ومحبيهم وشيعتهم، تارة بالسجن والتعذيب والإذلال وتارة بالأبعاد والنفي، وتذكر بعض المصادر بأن بني العباس دفنوا المئات من العلويين في أسس قصورهم وبنوا عليهم بنيانهم.

ولو نظرنا إلى ما كتبه المعاصرون لـ (دعبل) من مؤرخين وشعراء وأمراء، والمؤرخون الذين جاءوا من بعده نجد أن الاختلاف يتكرر في مجال نسبه نتيجة ما سطره أولئك المرتشون في سيرة( دعبل) الذاتية.
قال صاحب الأغاني: أخبرني محمد بن خلف قال: حدثني إبراهيم بن محمد قال: حدثنا الحسين بن علي قال: قلت لأبن الكلبي أن دعبلاً قد قطعنا فلو أخبرت الناس أنه ليس من خزاعة، فقال لي: والله لو كان من غيرها لرغبت فيه حتى تدعيه، دعبل والله يا أخي خزاعة كلها).
وبالرجوع لأهم المصادر التاريخية نجد أنهم اتفقوا على أنّ (دعبل )،هو( بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي).
فاتفاق معظم الروايات على أن (بديلاً) الصحابي الجليل هو جد الشاعر (دعبل) يثبت بيقين أصالة نسبه في خزاعة دون منازع، وهناك أدلة كثيرة تصرح بأصالة وصحة نسبه في خزاعة .
فيروى أن الخليفة (المأمون) العباسي سأل يوماً أبا دلف : (أي شيء تروي لأخي خزاعة يا قاسم ؟) قال: أي أخي خزاعة يا أمير المؤمنين ؟ قال: ومن تعرف فيهم شاعراً ؟ قال: أما من أنفسهم فأبو الشيص وأبنه و دعبل وداود بن أبي رزين، وأما من مواليهم فطاهر وأبنه عبد الله، فقال: ومن عسى من هؤلاء أن تسأل عنه شعره سوى دعبل.

فهذه الرواية التي تناقلتها معظم الأخبار والمؤرخون تدل صراحة وبلا شك على صحة نسب (دعبل) في خزاعة وتعري كل المزاعم والافتراءات التي حيكت ضده من قبل خصومه وأعداءه، كذلك تثبت هذه الرواية ولاء(طاهر بن الحسين وأبنه عبد الله) لخزاعة.
كذلك تصريح (دعبل) أكثر من مرة في أشعاره وفخره بقبيلته خزاعة وتمسكه بعقيدته ومذهبه.

أسرته:

ينتمي (دعبل) إلى أسرة أدبية، فكان أبوه (علي بن رزين) شاعراً مقلاً وردت له ترجمة في (معجم الشعراء) للمرزباني، كذلك كان عمه (عبد الله بن رزين) شاعراً كما ذكره القيرواني في كتابه (العمدة) وكان أخوه (رزين بن علي) شاعراً حسن النظم والقول وقد ورد له شعر في كتاب (محاضرات الأدباء والحماسة) وكذلك أبنه (الحسين بن دعبل) شاعراً مجيداً ذكره بن النديم في كتابه (الفهرست) حيث قال: (بأن له ديواناً يقع في مائتي ورقة)، وولده الثاني (علي بن دعبل)، الذي ذكره الأصفهاني، وكان بن أخيه (إسماعيل بن علي بن علي بن رزين) أديباً ومؤرخاً له كتاب تأريخ الأئمة وكتاب النكاح، وأما أبن عمه (محمد بن عبد الله) كان شاعراً معروفاً يكنى بـ (أبو الشيص) وله شعر كثير وكله جيد، وكان أبن أبي الشيص شاعراً وله ديوان شعر.

المصدر: دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت/تأليف الاستاذ حميد رحيم سلمان الخزاعي / الطبعة الأولى
1425 هـ ــ 2005 م النجف الأشرف