مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
خزاعة و خفاجة و أصل الكرد
صفحة 1 من اصل 1
خزاعة و خفاجة و أصل الكرد
الفصل التاسع
خزاعة و خفاجة و أصل الكرد
خــــــزاعة
بطن عظيم من بني عمرو بن لحي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء من الأزد هجرتهم الأولى من اليمن إلى (الأبواء) بين مكة والمدينة وإلى وادي غزال في الحجاز . ثم اتسعت خزاعة في هجرتها فانتشرت بطونها في الشام ومصر والأندلس والعراق ومواضع عديدة من الوطن العربي.
ومن تاريخ خزاعة قبل الإسلام إنها عند هجرتها من اليمن أقامت بالقرب من مكة ثم دارت معارك بينها وبين جرهم اليمنية التي كانت قد نزلت قبل خزاعة منطقة مكة .انتهت بزوال سيطرة جرهم من مكة وانتقال سدانة الكعبة وحكم مكة إلى خزاعة . وظل الأمر كذلك حتى اختلف قصي ـ سيد قريش ورئيسهم ـ مع خزاعة بسبب سدانة الكعبة اختلافاً سالت فيه الدماء وانتهى بانتقال السدانة وحكم مكة لقصي والسماح لخزاعة بالإقامة مع قريش في أرباض البقعة المقدسة ويحتمل أن قريشاً عادت فزحزحت خزاعة خارج تلك الأرباض وقت ظهور الإسلام.
واشتركت خزاعة في فتح مصر مع أهل الراية ووقفت خزاعة في مصر ضد الخليفة عثمان بن عفان فقد كان منها عمرو بن الحمق الخزاعي الذي خرج من مصر ليشترك في قتل عثمان . ومنهم أيضاً ابن ورقاء الخزاعي الذي سيّره ابن أبي حذيفة إلى عثمان سنة 35 هـ . ومنهم محمد بن الأشعث أمير مصر(141ـ 143هـ) والقاضي الفضل بن غانم والأمير المطلب بن عبد الله وهارون والفضل أخوا المطلب. وعمرو بن وهب (ت 201هـ) من قواد السري بن الحكم وعوف بن وهب (ت 204هـ) كان من وجوه الجند وولي مصر استخلافاً مرتين. ولما ولي المطلب بن عبد الله مصر سنة 199هـ صحبه قوم من خزاعة وسكنوا الفسطاط وسمي زقاق المطلبية باسمهم لأنهم سكنوا فيه , ومن مواليهم عبد العزيز بن عمران.
ومن مشاهير خزاعة بالشام عبد الغفار الخزاعي صاحب القصيدة المشهورة في أوصاف الفرس أوردها في كتابه (الخيل) معمر بن المثنى التيّمي بالولاء المشهور لأبي عبيدة النحوي (ت 209هـ)(1)
وأصل عشيرة (الخزاعل) من (خزاعة) , والخزاعل أول من سكنوا الديوانية وهم ذو شرف ورئاسة منذ أقدم الأزمنة وجدهم علي بن دعبل بن علي وينتهي نسبه إلى سليمان بن صرد الخزاعي أحد أشراف الكوفة القديمة ومنشئ حزب (التوابين) الذي هب للمطالبة بثأر الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). وتكاثر الخزاعل في منطقة الفرات بعد أن عينت الحكومة العثمانية جدهم حسن باشا والياً على بغداد. ومن العادات التي كانت سائدة بينهم في العراق إن الخزاعل لا يزوجون بناتهم إلا من خزعلي أو علوي (سيّد) حتى ولو خطب أحقر بناتهم أعظم الرؤساء . وقد اندثرت هذه العادة ولم يعد لها وجود الآن في العراق والخزاعل يشتغلون بالزراعة والرعي وتربية الإبل 0
وهؤلاء ولد عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
فولد عامر ماء السماء : عمران الكاهن ولم يعقب وعمرو مزيقياء فولد عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف : ذهل بن عمرو وهو وائل وقع ولده في نجران فمنهم الباء , أسقف نجران ووادعة بن عمرو دخل في همدان وعمران بن عمرو وحارثة بن عمرو وقيل من ولد خزاعة وبارق وجفنة بن عمرو. من ولده : آل جفنة والحارث المحرق وثعلبة العنقاء بن عمرو. من ولده الأوس والخــــزرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج1/ ص416، النسب والمصاهرة ص46.
وأبو حارثة بن عمرو ومالك بن عمرو وكعب بن عمرو وشربوا كلهم من ماء غسان , فكل ولد عمرو بن عامر يُدعَون غســان حاشا أبا حارثة وحارثة وعمران وثعلبة العنقاء ووادعة وذهل فليسوا غسان ولم يشربوا من ذلك الماء فغسان هم بنو الحارث وجفنة ومالك وكعب بني عمرو ميزيقياء فقط(1)
ولما خرب السد وخرج عمرو بن عامر ميزيقياء في ولده وولد ولده وعدة من قبائل قومه من مأرب متوجهين إلى البلاد يرتادون أرضاً تحملهم أو بلداً يمنعهم فنزلوا بلاد عكَّ مجتازين . وكان رئيس عكَّ يومئذ شملقة بن الحباب . فسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام عندهم حتى يأمروا من يرتاد لهم منزلاً ينزلونه ووجه عمرو بن عامر ثلاثة من ولده وهم :
الحارث بن عمرو بن عامر ومالك بن عمرو وحارثة بن عرو ابن عامر وهو أبو خزاعة.
قال ابن قتيبة : ومات عمرو بن عامر بأرض عكَّ قبل أن يرجع إليه أحد رواده فاستخلف ابنه ثعلبة العنقاء وهو جد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمهرة أنساب العرب / الأندلسي/ ص331.
(2) . ألش من أعمال تدمير بالأندلس.
الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمــــــرو بن
عامر. فتقلد ما كان يتقلده آباؤه من حفظ المملكة وسد الثغور ولما توفي عمرو بن عامر كما ذكرنا وقع الوباء في قومه بعده واشتد عليهم الأمر فأرسلوا إلى عكَّ وقالوا لهم إن هذا الموضع الذي أنزلتمونا فيه غير موافق لنا وقد لحقنا فيه من الوباء ما لحقنا فاجعلونا في الموضع الذي أنتم فيه لمقامنا عندكم ونحن سائرون عنكم عن قريب . فكرهت عكَّ ذلك فهاجت الحرب بينهم فاقتتلوا قتالاً شديداً واشتد القتل في عكَّ وقتل شملقة بن الحباب غيلة وكان الذي تولى حربهم وقتالهم جذع بن سنان وكان شجاعاً مقداماً فتاكاً وكان أعور أصم كثير الكيد عظيم المكر شيطاناً من شياطين العرب. وكان ثعلبة العنقاء كارهاً لذلك من فعله فحلف أن لا يقيم هنالك , فلم يزالوا سائرين حتى صاروا قريباً من مكة وكان سكان مكة يومئذ جُرهم فأرسل ثعلبة العنقاء رسلاً إلى جُرهم فسألهم أن يأذنوا لهم في المقام عندهم فأبوا عليهم فاقتتلوا وظفرت بهم الأزد فأجلوهم عن مكة ووليت خزاعة البيت دهراً طويلاً نحو من ثلاثمائة سنة.
قال ابن قتيبة : ومات ثعلبة العنقاء بمكة فاستخلف على قومه أخوه جفنة بن عمرو بن عامر فتقلد جفنة ما كان يتقلد آباؤه من حفظ المملكة والذب عنها ولم يزل في مكة مقيماً هو وقومه من الأزد حتى ضاقت عليهم مكة وأرادوا الشخوص عنها وكانت فيهم كاهنة وهي طريفة زوجة عمرو بن عامر مزيقياء فلما عزموا على الخروج من مكة قالت لهم كاهنتهم من كان ذا هم بعيد وحمل جليد وبأس شديد فليقصد عمان المشيد فسار إليه بنو نصر بن الأزد فهم أزد عُمان فنزلوا عُمان والبحرين وعلوا على ما هنالك فهي مساكنهم إلى اليوم ثم قالت ومن كان منكم ذا جرأة وعزيمة وفتك وشهامة وصبر على أزمات الدهر فليقصد الوادي من مرّ (مرّ هو ما يسمى مرّ الظاهرين ويسمى اليوم وادي فاطمة وهو قرب مكة المشرفة) فنزلت هنالك خزاعة فهي مساكنهم في الجاهلية والإسلام. ثم قالت ومن كان يريد الراسخات في الوحل المطعمات في المحل فليقصد يثرب ذات النخل . فسار إليها حارثة بن ثعلبة العنقاء في ولده من الأوس والخزرج فهي مساكنهم في الجاهلية والإسلام(1)
وإن أم الأوس والخزرج قيلة ومن بطون حارثة بن ثعلبة الأخرى أفصى بن حارثة يقال إن من ولده خزاعة وبعض أولاده ينتمي إلى غسان وبنو جفنة منهم آل جفنة ملوك الشام (الغساسنة)(2)
عودة إلى النسب
نسب خزاعة : قال ابن إسحاق : وخزاعة تقول نحن بنو عمرو ابن ربيعة بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث وخِنْدف أمنا. فيما حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم ويقال : خزاعة : بنو حارثة بن عمرو بن عامر وإنما سميت خزاعة لأنهم تخزعوا (تأخروا وانقطعوا) وتقول خزاعة: نحن بنوا عمرو بن عامر إلى آخر النسب من ولد عمرو بن عامر حين اقبلوا من اليمن يريدون الشام فنزلوا بمرّ الظهران فأقاموا بها. قال حسان بن ثابت الأنصاري:
فلما قطعنا بطنَ مرّ تخـــــزعت
خزاعة منا في جموع كراكــــر
حمت كل واد من تهامة واحتمت
بصم القنا والمرهفات البــواتــر
وقال ابو المطهر إسماعيل بن رافع الأنصاري أحد بني حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس:
فلما هبطنا بطن مكة أحمـــــــــدت
خزاعة دار الآكل المتحـــــامل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العقود اللؤلؤية / علي بن الحسن الخزرجي/ ج1/ ص25.
(2) الاشتقاق / لإبن دريد/ ص468
فحلت أكاريساً وشنت قنــــــــــابلاً
على كل حي بني نجد وساحــل
نفوا جرهماً عن بطن مكة واحتبوا
بعزٍ خزاعي شديد الكواهـــــــل
لم يكن الأنصار أسماً( للأوس والخزرج ) في الجاهلية حتى سماهم الله به في الإسلام وهم بنو الأوس والخزرج .والخزرج:الريح الباردة وقال بعضهم وهي الجنوب خاصة . والأوس : هي العطية أوالعوض ومثل هذا إذا كان علماً لا يدخله الألف واللام ألا ترى إن كل أوس في العرب غير هذا فإنه بغير ألف ولام كأوس بن الحارثة الطائي وغيره وأبوهم حارثة ابن ثعلبة وهو أيضاً والد خزاعة على أحد القولين وأمهم قيلة بنت كاهل بن عذرة قضاعية ويقال هي بنت جفنة وأسمه غلبة ابن عمرو بن عامر : وقيل بنت سبع بن الهون بن خزيمة بن مدركة قاله الزبير بن أبي بكر في (كتاب أخبار المدينة)0
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد ذكره بأن خزاعة وقبيلتي الأوس والخزرج هم أخوة وأبوهم حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو ميزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن أمرؤ القيس بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد من العرب القحطانية وأمهم قيلة بنت كاهل بن عذرة القضاعية ويقال هي بنت جفنة وأسمه غلبة بن عمرو بن عامر .
ولهم أعلام وقادة عظام في صدر الرسالة الإسلامية ومن أبرزهم ضمرة بن جندب بن عمرو الخزاعي وعبد الله بن جبير الخزاعي ومنهم عبد الله بن الحارث بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق وإنما سمي بالمصطلق لحسن صوته وهو أخو جويرية بنت الحارث زوجة النبي محمد (ص).
هذا ما أردنا توضيحه لنسب قبيلة خزاعة الأزدية اليمنية القحطانية .. ومن الله التوفيق..
المصادر:-
1- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج1 /ج2/ ص416.
2- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي/ ص331.
3- العقود اللؤلؤية / علي الخزرجي/ ج1/ ص25.
4- النسب والمصاهرة / علاء الدين المدرس/ ص75.
5- السيرة النبوية / ابن هشام/ ج2/ ص276.
6- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن الجزري/ ج3/ ص196،206.
7- الإصابة في معرفة الصحابة / للعسقلاني.
8- وفاء الوفا في أخبار دار المصطفى/ للسمهودي.
9- التحفة اللطيفة/ للسخاوي.
10- اللباب في تهذيب الأنساب/ ابن كثير.
11- الاشتقاق / لإبن دريد/ ص468.
سلالة قبيلة خزاعة
علي
أحمد
محمد
الحسن
عبد الله
محمد
ليث
الجراح
الحارث
أهنبان
أوس
الحسين
حريش
الحسن
ثابت
قطبة
عبد الله
أحمد
نصر
مالك
الهيثم
عوف
وهب
عميرة
هاجر
عمير
عبد العزى
قمير
حبيشية
سلول
كعب
عمرو
خزاعة الاشتقاق ص468
عمراً
ربيعة (لحي)
حارثة
ثعلبة العنقاء
عمرو مزيقياء
عامر ماء السماء
حارثة الغطريف
أمرؤ القيس
ثعلبة البهلول
مازن
الأزد
الغوث
نبت
مالك
زيد
كهلان
سبأ
يشجب
يعرب
قحطان
قبيلة خفاجة
الحمد لله رب العالمين ، نحمده حمداً كثيراً ونستعين به في كل أمر وشأن، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين......وبعد:
يفخر العرب بأحسابهم وأنسابهم ويعدّونها أساس وجودهم ومدعاة تشرفهم... كما اعتزوا بها قديماً وحديثاً وضبطوها واتجهوا اتجاهاً قوياً نحوها وأحاطوها بعناية كبيرة حتى شغلت جانباً من حياتهم وكانوا مدركين تمام الإدراك بإصول هذه الأنساب وإلمامهم بها على حقيقتها فأظهروا تعصبهم نحوها لأنها تمثل على أقل تقدير جزءً من كيانهم الاجتماعي المتطور.
والشاعر عبد الله بن خليفة الطائي اليمني يُعلن ولائه لقومه على رغم خذلانهم إياه فيقول:-
فلا يبعدن قومي وإن كنت نـــــــائياً
وكنت المضاع فيهمو والمكـــــفرا
فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم
وإن كنت عنهم نائي الدار محصرا
والحديث عن قواعد الأنساب العربية سهل وممتع ، سهل لأن مصادره الأصلية متوفرة ومتاحة ودلالته مشاهدة وملموسة، وممتع لأنه يدلنا على تطور العلاقات الاجتماعية داخل القبائل العربية وعلى ما كان يترتب على تلك العلاقات من التزامات تفرضها نوعية الحياة التي كانوا يحيونها في أزمانهم وبيئاتهم المختلفة.
ومعرفة الأنساب نعمة من النعم التي كرم الله تعالى بها عباده فهي مندفع الى مكارم الأخلاق ومزدجر عن رذائل الأعمال فمتى عرف الأنسان في أصله شرف وصلابة عود ومنبت طيّب فإنه يأنف من تعاطي الدنايا وارتكاب ما يسئ لسمعته ويضر بموقفه من العشيرة.
كما أن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قاله تعالى ( واختلاف ألسنتكم وألوانكم...) (سورة الروم / آية22) .
وكان للتدوين الإسلامي أثر بالغ في تثبيت الأنساب وإقرارها ، قال تعالى:- ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...) ( سورة الحجرات/ آية 12) ، وقال نبي الهدى ورسول الانسانية محمد (ص) : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر) فقد أعطى الإسلام للأنساب اهتماماً خاصاً ووضع جملة شرائع وقوانين حفاظاً على نظافة المجتمع وأخلاقه وبناء أواصر سليمة وأنساب معلومة وصلات محددة .
وقد شجع ذلك المسلمين على الاهتمام بالاسرة والأنساب واحترام رابطة الدم وصلة الأرحام لبناء مجتمع متماسك وعفيف وقد أدت تلك الرعاية وذلك الإهتمام الى بقاء المجتمع الإسلامي محافظاً على ملامحه وأواصره الأصيلة حتى اليوم.
وتعد الكتابة في تاريخ الاسر والقبائل من الاطروحات الاجتماعية والفكرية المهمة التي لفتت أنظار المؤرخين ولنا الشرف الكبير في أن نضع بصماتنا على سلالات وبطون قبيلة خفاجة ذات الجذور الثابتة والفروع اليافعة وما لعبته من دور كبير في تاريخ العرب والإسلام وما رسمه رجالها الأفذاذ من مآثر بطولية طرزت صفحات التاريخ....
بنو خفاجة
بطن من بني عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية ، وهم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب ، وقد انتقلوا في آخر الأيام الى العراق والجزيرة ، وكان لهم ببادية في العراق دولة ، قال المؤيد صاحب حماة : وهم أمراء العراق من قديم الزمان والى الآن ، وقد ذكر الحمداني منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية.
(بنو عامر) أ- بطن من عامر بن صعصعة وهم بنو عامر ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وأسمه ربيعة ، ومعاوية وهو ذو النهم، وعوف وعمرو وهو فارس الضحيا، وفيه يقول خداش بن زهير( شاعر جاهلي من أشراف بني عامر وشجعانهم) :
أبي فارس الضحياء عمرو بن عامرِ
أبى الذم واختار الوفاء على الغدرِ
(بنو عامر) ب- بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عامر بن هلال بن صعصعة ، قال الحمداني : ومنهم طائفة بساقية قلبة من الأعمال الأخميمية من الديار المصرية. قال : وهم بطون بنو رفاعة ، وبنو حُجير ، وبنو عزيز، وقد ذكر في العِبر إن منهم طوائف بأفريقيا من بلاد المغرب.
(بنو عقيل) بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عقيل ، منهم المنتفق المذكورون في حرف الألف، ومنهم مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي.
واسمه قيس بن معاوية، وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائلهم بنو عقيل هؤلاء، وبنو ثعلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز، بنو ثعلب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو ثعلب على سليم حتى أخرجوهم من البحرين ودخلوا الى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض الى أفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو ثعلب بن مرة، فغلبت بنو ثعلب على بنو عقيل وطردوهم عن البحرين، فساروا الى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية ، وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد.
ومنهم كان المقلد وقرواش وقريش وابنه مسلم بن قريش المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها ملوك السلجوقية، فتحولوا عنها الى البحرين حيث كانوا أولاً فوجدوا بنو ثعلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على البحرين لبني عقيل، قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة احدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عقيل ، وبنو ثعلب من جملة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عقيل هم أصحاب الاحساء وهي دار ملكهم.(1)
ومن بني عُقيل أيضاً خفاجة ( بفتح الخاء المعجمة وفتح الفاء وجيم مفتوحة بعد الألف وهاء في الآخر) وهم بنو خفاجة ابن عمرو بن عقيل ، وفيهم الإمرة بالعراق الى الآن(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب/ القلقشندي/ ص332وص72وص305وص338/ سبائك الذهب/ السويدي/ ص45.
(2) صبح الأعشى/ القلقشندي/ ج1/ ص343.
الخفاجي:
بفتح الخاء والفاء وبعد الألف جيم هذه النسبة الى خفاجة ، وهو اسم امرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وهم القليل المشهور، يُنسب اليهم الشاعر المفلق أبو سعيد بن سنام الخفاجي، كان يسكن حلب.
قلت: هذا قال السمعاني: خفاجة اسم امرأة وليس كذلك ، وإنما هو خفاجة بن عمر بن عقيل وهو ابن أخي عبادة . وقيل : إن اسم خفاجة معاوية ، واشتهر باللقب. قال ابن حبيب: طعن رجلاً من اليمن فأخفَجه(1).
والخفاجي : بفتح الخاء المنقوطة والفاء وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة الى خفاجة، وهي اسم امرأة، هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برية السماوة، وولد لها أولاد وكثروا، وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وكان أبو أزيد يقول : يركب منها على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة. ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم ، والمشهور بالانتساب اليهم :
الشاعر المفلق أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، كان يسكن حلب وشعره مما يدخل الاذن بغير إذن(2).
و (خفاجة) حي من بني عامر، وهم من قيس عيلان، منهم عمران الخفاجي الذي طلبه عضد الدولة من بابويه فاستجار بقبر أمير المؤمنين (ع) فأجاره، وبنى المسجد المعروف في عكس القبلة من الصحن الشريف في النجف الأشرف وعليه تاريخ.
و(خفاجة) هم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية، وقد انتقلوا الى العراق والجزيرة، وكان لهم بسارية العراق دولة من قديم الزمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللباب في تهذيب الأنساب/ ابن الأثير الجزري/ المجلد 1/ ص307.
(2) الأنساب/ السمعاني/ المجلد 2/ ص442.
ويستدل من الروايات التاريخية أنهم انتقلوا الى العراق في القرن الرابع الهجري، وامتلكوا الكوفة والسواد عدّة قرون من السنين، وكانوا هم السبب في خراب الكوفة وقرى السواد.
منهم عمران بن شاهين الخفاجي، صاحب البطائح، ومؤسس إمارة آل شاهين فيها.
وخفاجة اليوم لا تزال قبيلة كبيرة توجد في ثلاث أمكنة من العراق:-
أ- خفاجة جبشة: والمشهور عنهم أنهم بقايا قبيلة خفاجة الكوفة، تقع منازلهم في الجهة الشرقية من الفرات بين الشنافية والسماوة.
وفروعهم : البو خاورهن (البو خويرة)، آل كعد، آل راشد، آل سبتي، آل عجيل، آل كَريطي.
ب- خفاجة المجرية: تسكن بين الحلة والكفل في أراضي نهر المكرية (المجرية) ومنهم في أراضي نهر الطهمازية ، وفروعهم :
1- آل زور: وفروعهم: البو حسن، البو ناصر، البو عبد الله، البو عبيد.
2- البو خليل: الرؤساء.
3- الصلخة: ويسكنون في الويسية وراك سويلم وفروعهم: الشريف، الحلفة، الحمّاد، البو فروخ، البو خليف.
4- الجدوع.
5- اللوبة.
6- آل عجمي: ويسكنون بالجازرية في نهر الشاه وفروعهم: العمر، الحمادة، الحضان، البو حسين، المساعد، البو مشعان، الخفيف( ومنهم الرؤساء) الشحيل، ومن آل عجمي في المسيّب (الترابيون) ويسكنون في الجفجافة من أراضي المسيب التابعة للأسكندرية.
7- آل خنيفر: وفروعهم: آل رشيد، النجم، آل عبد الله، آل حمود، البو عباس، المجحيل، البو عبيد وهم البو عبيد في آل زور.
8- هوى الشام: ويسكنون نهر الشاه.
9- آل متيج.
10- الهيّاب: وهم أحلاف، ويسكنون في نهر الشاه.
11- الرفيعات: وهم من الرفيع، ويسكنون نهر الشاه.
12- الطرفة: رئيسهم ابراهيم السماوي في نهر الشاه.
13- البو سرية، وفروعهم: الدراج، السفافحة، البو عبيد.
14- الحنّان: ويسكنون نهر الشاه.
15- الدغافل: ويسكنون بالقرب من الشنافية.
ج- خفاجة الشطرة: ومنازلهم : دكة العبد، والطبرية، والشاهينيات، والعمرانية، وهم يشكلون جزءاً من عشائر الأجود، وفروعهم:
1- آل عبد السيد.
2- آل عَصِيدة.
3- آل عليوي: وهم فرقتان من أصل واحد:
أ- الفرقة الأولى: آل أشجان ومنه الرئيس، وآل ركية، وآل شلوك، وآل خنجر (ومنهم البو مطر في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر).
ب- الفرقة الثانية: وتشتمل على: آل طربوش ومنهم الرئيس، والزيادات.
4- الطحالبة. 5- المشاخيل. 6- آل عويد.
7- آل شمخي. 8- آل اسعيد.
9- البو شهاب.
10- آل سالم.
11- الطوينات.
12- المراونة.
13- آل حمام- حلفاء ركابيون.
14- جنانة- حلفاء كنانيون.
وهناك فرق أخرى من خفاجة متوزعة في بعض مناطق العراق، كالطهامزة، والوزون في كربلاء، ومن الوزون أيضأ في محافظة ديالى(1).
وعدّ المحامي عباس العزاوي في الجزء الرابع ص86 من كتابه عشائر العراق خفاجة من الأجود، وقال عنها : وهذه من العشائر القديمة وأعتقد أنهم كانوا في العراق قبل الأجود بكثير من الزمن. والسلطة صارت الى المنتفق، وصاروا يعدون في عداد الأجود. ولها مكانة رفيعة بين العشائر. وبيدها سلطة واسعة. قسم كبير منها في شطرة المنتفق. في أراضي الدجة بين الناصرية والشطرة. ومنهم في كربلاء وبغداد وديالى. ولا نعلم تاريخ ورودهم بالضبط . والظاهر أنه أيام الفتح الإسلامي أو بعده.
وخفاجة من بطون الخلعاء من قبائل بني عقيل من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، ومن خفاجة توبة صاحب ليلى الأخيلية التي قالت:
فلا والله يا ابن أبي عقيلٍ تبلّك بعدها عندي بلالُ(2)
واما ليلى الأخيلية فهي من عبادة فهي من العشائر العدنانية وأقرب الى الأجود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني/ ص92-94.
(2) الاشتقاق/ ابن دريد/ ص182.
ومن اتصالهم بعقيل وبعامر بن صعصعة يعرف مكان القرابة . ويعدون أسرة واحدة أو عشيرة، والتسميات كانت أشبه بالأفخاذ فأستقلت فصارت عشيرة، وتكاثرهم فصلهم عن بعض واستقلوا بأسمائهم الخاصة بهم.
وكانت لهم الزعامة مدة، والمكانة التي لا تُنكر، لا توازيهم في قوتهم عشيرة. وفي أواخر أيام المغول كان الحاكم بأمر الله العباسي قد اختفى عن المغول ونجى، ثم خرج من بغداد وفي صحبته جماعة فقصد أمير خفاجة حسين بن فلاح فأقام عنده ثم مضى الى دمشق(1)...
وقال ابن بطوطة: كانت السلطة بيدها في أنحاء الكوفة وما والاها ثم تحولت القوة الى ضعف وأصابها تشتت، وأسباب ذلك كثيرة وأهمها عوادي الطبيعة، والعدوان بين العشائر، أو بينهم أنفسهم ... فلا نرى عشيرة إلا تغيّرت.
واليوم فقدت كثيراً من مكانها، وصارت تعد من عشائر الأجود وتحولت السلطة، ولا مانع من ذلك والأجود وخفاجة من جد واحد ... تناوبوا الرئاسة وتوالوا عليها، ونحاول عبثاً أن نجد مدوناتهم التاريخية متصلة. ونخوتهم (عامر) ودخلت في عدادهم عشائر كثيرة مثل عبودة والطوينات. ويقول العزاوي: استقيت المعلومات عن هذه العشيرة من الشيخين زامل المناع وخيون العبيد ومن آخرين(2).
أما ثامر عبد الحسن العامري فقال في ج3 من موسوعة العشائر العراقية ص292 : إن عشيرة خفاجة من العشائر العربية التي تؤكد بعض المصادر على أن أصلها من الجزيرة العربية وقد نزحت الى العراق منذ القدم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ العراق / ج1/ ص540 وج2/ قسم الملحق ص16.
(2) عشائر العراق / العزاوي/ ج4/ ص86-87.
و في ص86 / ج4 من كتاب عشائر العراق اكد العزاوي أن تسمية خفاجة نسبة لإسم امرأة أسمها خفاجة، وكذلك أنها من بطون الخلعاء كما ذكرها ابن دريد في الصفحتين 181و182 من كتابه الاشتقاق.
ولا بد من الإشارة الى ما كتبه المؤلف عمر رضا كحالة في ج1 من كتابه معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ص350 والتي أورد فيها مصادر عديدة اعتمدها في الكتابة عن خفاجة. فقال:
خفاجة: من عشائر لواء الحلة، تقطن في ناحيتي الكفل والقاسم، على الجانب الأيمن من شط الحلة، وفي نهر الشاه، ويعيش رجال هذه العشيرة على الزراعة، ويقدر عددها بـ7000نسمة( عامان في الفرات الأوسط لعبد الجبار فارس ص79).
خفاجة: فرقة من الولدة، تقيم في أنحاء الفرات، وفي قرى شعيب، مسكنة، وحويجة فصيح. ( عشائر الشام لوصفي زكريا ج2/ ص217).
خَفَاجة بن عمرو: بطن من بني عُقيل بن كعب، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بَكر بن هَوزان بن منصور بن عكرمة بن حَفصة بن قيس بن عيلان.
كانوا يقطنون قبل الإسلام الجنوب الشرقي من المدينة، ويملكون فيها القرى والمزارع، ثم انتشروا فيما بين الجزيرة والشام، في عدوة الفرات، وكان لهم ببادية العراق دولة، وسكنوا بنواحي الكوفة، وكانت منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية.
وكانوا كالرعايا لبني حمدان، يؤدون اليهم الإتاوات، وينفرون معهم في الحروب، ثم أقاموا في العراق ، وملكوا ضواحيه، وكانت لهم مقامات وذكر، وهم أصحاب صولة وكثرة، فسار منيع بن حسان أمير خفاجة سنة 417هـ الى الجامعين، وهي لنور الدور دبيس، فنهبها، فسار دبيس في طلبه الى الكوفة، ففارقها، وقصد الأنبار، وهي لقرواش، كان استعادها، فلما نازلها منيع قاتله أهله فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل بنو خفاجة الأنبار ، ونهبوها، وأحرقوا أسواقها.
ولما استولى طغرلبك على النواحي، وأحاط بأعمال بغداد من جهاتها، دعاه دبيس صاحب الحلة الى قتال خفاجة، وقد عاثوا في بلاده فاستنجد به وسار اليهم فأجلاهم عن الجامعين، ودخلوا المفازة وأتبعهم فأدركهم بخفان، فأوقع بهم وغنم أموالهم وأنعامهم، وحاصر حصن خفان، وفتحه وخربه.
ثم في سنة 446هـ قصد بنو خفاجة الجامعين وأعمال نور الدولة دبيس، ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال، وكان نور الدين شرقي الفرات، و خفاجة غربيها، فأرسل نور الدولة الى البساسيري يستنجده فسار اليه ، فلما وصل عبر الفرات من ساعته، وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين، فإنهزموا منه ودخلوا البر فلم يتبعهم، وعاد عنهم فرجعوا الى الفساد، فاستعد لسلوك البر خلفهم أين قصدوا،وعطف نحوهم قاصداً حربهم ، فدخلوا البر.
وسار الحجاج سنة 485هـ من بغداد فقدموا الكوفة ورحلوا منها، فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان، وبعد العسكر فأوقعوا بهم وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، وانهزم باقيهم ونهبوا الحجاج وقصدوا الكوفة، فدخلوها وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها فرماهم الناس بالنشاب، فخرجوا بعد أن نهبوا وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء فوصل الخبر الى بغداد، فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا فأدركهم العسكر فقتل منهم خلق كثير ونهبت أموالهم وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة.
أما الدكتور عبد الجليل الطاهر في كتابه العشائر العراقية / ص199 فقال عن خفاجة:-
عشيرة متوطنة قوية يشتغل قسم منها برعاية الماشية يتمتعون بسمعة طيبة أكثر من جيرانهم (عبودة) و (آل ازيرج) الذين ليسوا على وفاق معهم، هاجر عدد كبير من العشيرة الى سوق الشيوخ والبصرة بسبب قلة الكلأ والعشب، لذا نجد أن معظم من يشتغل بالحمالة في البصرة من النساء من عشيرة خفاجة. ووقفت بعض فروع خفاجة وأفخاذها ضد الإنكليز والبعض الآخر الى الحياد ولكن البعض منها كانوا أصدقاء أوفياء لهم. ولكن العشيرة على العموم لم تكن معادية لنا مثل عشيرة (عبودة).
الواقع أن (آل حمام) هم من (بني ركاب) دخلوا في راية خفاجة بسبب إقامتهم في ديارهم أما (الطونيات) فهي عشيرة لها كيانها الخاص بها وقد اتصلوا بخفاجة لأنهم يسكنون في ديارهم. ولا يوجد شيخ متنفذ ما عدا ( علي الفضل) ذي السيطرة الواسعة.
وأضاف الدكتور عبد الجليل طاهر في ص118 من كتابه العشائر والسياسة (تقرير سري لدائرة الاستخبارات البريطانية) إنها عشيرة مهمة تسكن وادي الرافدين وقسم منها مع المنتفق شمال الناصرية وآخرون مع الكبشة بالقرب من الشنافية. لا يوجد أي اتصال سياسي بين الجماعات الثلاث ، لقد تفرق أفراد العشيرة عند جفاف المياه في شط الحلة ولكنهم الآن عادوا الى اماكنهم.
أما أحمد عبد الرضا كريم فقد أشار في ص345 من كتابه الأنساب المنقطعة الى أن ( بني خفاجة) هم احدى القبائل الخمس التي انحدرت وتكونت من قبائل بني كعب المتفرعين من مضر.
وقال ابن خلدون في ص14/ المجلد السادس من كتابه تاريخ ابن خلدون:-
في حديثه عن الطبقة الرابعة من العرب ....
كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة والرَبَذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تُهامة والمدينة وأرض الشام، وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، ونُمير بن حامد معهم، وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلهم في الإسلام الى الجزيرة الفراتية فملك نُمير حّران ونواحيها. وأقام بنو هلال بالشام الى أن ظعنوا الى المغرب كما نذكر في أخبارهم، وبقي منهم بقية بجبل بني هِلال المشهور بهم الذي فيه قلعة صَرخد وأكثرهم اليوم يتعاطون الفلح، وبنو كلاب بن ربيعة ملكوا أرض حلب ومدينتها كما ذكرناه، وبنو كعب بن ربيعة دخلت الى الشام منهم قبائل عُقيل وقشير وجريش و جعدة فانقرض الثلاثة في دولة الإسلام، ولم يبق الا بنو عقيل.
وقال الجِرجاني: إن بني المنتفق كلهم يعرفون بالخلط، ويليهم في جنوب البصرة إخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك ابن عوف بن عامر، وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين و غمارة وملكوها من يدي أبي الحسين الأصغر بن تغلب. وكانت هذه المواطن للأزد ، وبني تميم وعبد القيس فورث هؤلاء أرضهم فيها وديارهم.
قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بنو عصفور، وكان من بني عقيل خُفاجة بن عمرو بن عُقيل، كان انتقالهم الى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه، وهم الآن ما بين دجلة والفرات، ومن عقيل هؤلاء عبادة بن عقيل ومنهم الأجافل لأن عبادة كان يعرف بالأجفل، وهم لهذا العهد بالعراق مع بني المنتفق، وفي البطايح التي بين البصرة والكوفة و واسط الإمارة فيهم على ما يبلغنا لرجل اسمه قيان بن صالح، وهو في عدد ومنعة، وما أدري أهو من بني معروف أمراء البطائح بني المنتفق أو من عبادة الأخاثل، هذه أحوال بني عامر بن صعصعة واستيلاؤهم على مواطن العرب من كهلان وربيعة ومضر.
وهؤلاء بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خَصفة بن قيس عيلان بن مُضر
ولد عامر بن صعصعة: ربيعة، وفيه البيت والعدد؛ وهلال؛ ونمير؛ وسُواءة، بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هَوزان بن منصور بن عكرمة بن خَفصة بن قيس عيلان بن مُضر.
وهؤلاء بنو كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ولد كعب بن ربيعة: معاوية، وهو الحَريش؛ وجعدة؛ وعُقيل؛ وقُشير؛ وعبد الله؛ وحبيب.
فأما بنو حبيب بن كعب، فهم بخُراسان ، وهم قليلٌ.
وولد عبد الله بن كعب : نِهْم ، والعَجلان؛ فلمّا وفد نِهم على رسول الله (ص) قال لهم : ( نِهْمٌ شيطانٌ، وأنتم بنو عبد الله) ، وأمّا بنو العجلان بن عبد الله بن كعب، فهم قبيلة ضخمة؛ منهم : الشاعر تميم بن أُبي بن مُقبل بن عوف بن حنيف بن العجلان ابن عبد الله بن كعب.
ومن بني الحريش بن كعب: مطرِّف بن عبد الله بن الشَّخير ابن عوف بن وقدان بن الحريش بن كعب، الفقيه الفاضل، لأبيه صحبة ورواية؛ وسعيد بن عمرو بن أسود بن مالك بن كعب بن الحريش، ولي خُراسان والبصرة؛ وذكر أبو عبيدة أنه كان يسأل على الأبواب، ثم صار يسقي الماء ثم صار في الجُند، ثم عَلَت حالهُ؛ وولدهُ بأرمينية، وقيل إنّ ليلى التي يتشبّبُ بها قَيس المَجنون، هي ليلى بنت مهدي بن سعيد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب، وإن زوجها كان الورد بن محمد العُقيلي.
وهؤلاء بنو عُقيل بن كَعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ولد عُقيل بن كعب: ربيعة؛ وعامر؛ وعمرو؛ وعبادة؛ وعوف؛ وعبد الله؛ ومعاوية... فأما بنو ربيعة بن عُقيل فلم يدينوا في الجاهلية لأحد؛ منهم: القاضي محمد بن عبد الله بن عُلاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عُويمر بن ربيعة بن عُقيل، ولي القضاء ببغداد للمنصور والمهدي.
واما بنو عامر بن عُقيل، فمنهم : المُنتفق بن عامر، بطن؛ وخُوَيلد بن عوف بن عامر بن عُقيل ، قاتل زيد بن عمرو بن عُدس يوم جبَلة؛ ومنهم : عُويمر بن أبي عدي بن ربيعة بن عامر بن عُقيل ، شاعر، فارسُ بني عُقيل، دعا عنترة العَبَسي الى المبارزة ، وقال له: ( إبرز إلي أيها العبد! فإن قتلتٌُك فلأُخيفنَّ أصحابك بعدك! وإن قتلتَني رجَعَتْ بإبل قومي!) فلم يقدم عنترة علي مُباراته ، فمن بني المنتفق: جراد بن المُنتفق، له صحبة؛ وأخوه قيس بن المنتفق، أسّر عمرو بن عمرو يوم جبلة؛ وأخوهما عوف بن المنتفق، قاتل لَقيط بن زُرارة يوم جَبَلة: وعمرو بن معاوية بن المنتفق ، قاد الصّوائف لبني أمية، وبنو سامي الودّاد ياشيون من بني حاجب بن المنتفق، وكانوا ولاة وخدمة، ومن بني المنتفق؛ أبو رزين لُقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق ، له صحبة ورواية؛ ومنهم ؛ أبو بكر بن كعب بن حبيب بن عامر بن خُويلد بن الأصم بن عامر بن عُقيل ، جدُّ نصر بن شبث القائم على المأمون بكَيسوم؛ قُتل أبو بكر المذكور مع بن هُبيرة مع سائر فرسان قَيس.
وولد عمرو بن عُقيل: خَفاجة، بطن ضخمٌ، منهم: ابراهيم ، قاضي سَجَستان؛ والنجوى محمد بن مُعارك المعروف بالعُقيلي بقُرطبة؛ وتوبة بن الحُمَير بن ربيعة بن كعب بن خفاجة ، صاحب ليلى الأخيلية.
ومن بني عُبادة بن عُقيل: كعب المعروف بالأخيل بن الرّحّال بن معاوية بن عُبادة بن عُقيل ، رهط ليلى الأخيلية، وهي ليلى بنت حُذيفة بن شداد بن كعب بن الرّحال بن معاوية بن عُبادة بن عُقيل ؛ ومعاوية بن عبادة هذا طعن فرس زُهير بن جُذيمة العبسي يوم قتله خالد بن جعفر، وكان معاوية يومئذٍ غُلاماً، وعاش حتى أدرك الإسلام، ووفد على رسول الله (ص) وله صحبة.
ومن ولد عَوف بن عُقيل : ثور بن أبي سمعان بن كعب بن عامر بن عوف بن عُقيل، قاتل تَوبة بن الحُمير؛ ومن أجل قتلِهِ له جُلى جميع بني عوف بن عُقيل عن بلادهم؛ فتحمّلوا كلهم الى الجزيرة، ومنهم كان أبو صفوان إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف بن عُقيل، قائد مروان، ولي أرمينية، وكان أثيراً عند أبي جعفر المنصور؛ وإخوته: بكار بن مُسلم، من أصحاب عبد الله بن علي عمه؛ وعبد العزيز بن مسلم، والحارث بن مُسلم، وعبد الله بن مُسلم، كلهم أشراف سادة، وأعقابهم بالجزيرة؛ ومُسلم بن بكّار بن مسلم.
ومن بني خُويلد بن سِمعان بن خَفاجة: بنو الحُصين بن الدّجن بن عبد الله، بمنتيشة بالأندلس؛ ودارُهم : جَيّان ،و وادياش ؛ وهم بنو عطّاف بن الحُصين بن الدجن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن يحيى بن عامر بن خُويلد بن سمعان؛ منهم كان إبراهيم بن اسحاق بن ابراهيم بن صخر بن عطّاف.
مضى بنو عامر بن صعصعة، ومضت قيسٌ كلها... وانقضى الكلام في جميع ولد مُضر بن نزار.
الاستنتاج :-
مع ما ورد على هذه القبيلة من إطراء وإصالة تارة ومن ثم اتهامات تارة أخرى إلا إننا لا بد أن نسجّل الملاحظات التالية:-
1- إن بني خفاجة بطن من بني عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية يسكنون العراق.
2- أشار ابن خلدون في الجزء السادس من كتابه تاريخ ابن خلدون الى أنهم من الطبقة الرابعة من العرب.......؟
3- وقد ذكر بعض المؤرخين إن خفاجة في الأجود وهو غير صحيح لأن الأجود من طي من القحطانية.
4- تعود تسمية هذه القبيلة الى خفاجة وهو إسم إمرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة. إلا إننا لم نعثر على اسم لهذه المرأة يوضح عودة نسبها خلال بحثنا عنها.
وأخيراً فإن نسب خفاجة يعود الى بني عقيل الذين دخلوا العراق وتمركزوا في الموصل وانتشروا مع أبناء عمومتهم بنو عامر ويعدون هؤلاء من الطبقة الرابعة من العرب ، اما خفاجة الإمرأة التي سكنت الكوفة وتكاثر اولادها ما بين النجف والسماوة فلا يمكن عدّهم من خفاجة الطبقة الرابعة ، وإنما هم من سكنة الكوفة منذ مئات السنين قبل نزوح خفاجة الأب الى العراق، ولكن لم نعثر على ما يدلنا على عودة نسب هذه المرأة الى أي قبيلة.
5- وهناك من يدعي من النسابين بأن المنتفق الذي سكن شمال أفريقيا وأخوتهم بني عامر في البصرة يعدون من الطبقة الرابعة من العرب ولا علاقة لهم بمنتفق العراق ( الاتفاق العشائري المؤلف من بني مالك والأجود وبني سعيد) لأن بني مالك وبني سعيد من سلالة واحدة وهم من الأنصار والأجود هو أحد بطون طي حيث يشك فيهم النسابين بأنه أحد بطون زبيد وكلاهما من حِمير وليس من مذحج ، هذا ما قاله العلامة ابن خلدون ، وهذا غير راجح لأن زبيد من مذحج ...وهو الصواب...
المصادر:-
1- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب/ القلقشندي.
2- اللباب في تهذيب الأنساب / ابن الأثير الجزري.
3- صبح الأعشى/ القلقشندي.
4- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.
5- الأنساب / السمعاني.
6- الأنساب المنقطعة/ أحمد عبد الرضا كريم.
7- العشائر العراقية/ د. عبد الجليل طاهر.
8- أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني.
9- موسوعة العشائر العراقية / ثامر العامري.
10- عشائر العراق/ المحامي عباس العزاوي.
11- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة/ عمر رضا كحالة.
12- الاشتقاق/ ابن دريد.
13- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي.
14- العشائر والسياسة/ د. عبد الجليل طاهر.
15- سبائك الذهب / السويدي البغدادي.
سلالة قبيلة خفاجة
معالي
ابن الرفاء
خضر
ابراهيم
عمر
محمد
عبد الله
محمد
سعيد
سنان
ابراهيم
اسحاق
ابراهيم
صخر
عطاف
الحصين
الدجن
عبد الله
محمد
عمرو
يحيى
عامر
خويلد
سمعان
خفاجة
عمرو
عقيل
كعب
ربيعة
عامر
صعصعة
معاوية
بكر
هوازن
منصور
عكرمة
خصفة
قيس
عيلان
الياس
مضر
نزار
معد
عدنان
إن عشائر الكرد هم من العشائر التاريخية القديمة التي جرت فيها التحقيقات في العديد من المصادر والكتب التي تبحث عن نسبهم وأصلهم قديما وحديثا ، لكن الآثار الخاصة بالشعب الكردي والمكتثفة حتى الآن لا تعطينا فكرة قاطعة عن أصلهم ومنشأهم ، فلم يحن الوقت الذي يمكننا فيه أن نبدي رأيا حاسما في مثل هذا الموضوع التاريخي.
ولو استعرضنا مجمل وأهم هذه المصادر وبعد التدقيق فيها نجد :-
1- أنهم من ولد كرد بن أسفند ياذ بن منوشهر (منوجهر) من ولد ليرج بن فريدون المعروف، وهو أول الطبقة الثانية من ملوك الفرس ، قاله في التنبيه والاشراف، ولعل هذا القول مبتن على وجود التشابه في اللغة، ولكن هذا غير قطعي فبعض لغات الكرد بعيدة كل البعد عن اللغة الفارسية.
2- أنهم ممن أبقاهم وزير الضحاك في حادثة مرضه المعلومة(1) وفي هذا ما يؤيد أنهم من الفرس عادوا الى البداوة، أو كما عبر عنهم ابن الشحنة بقوله (أعراب العجم)(2).
3- الادعاء بأنهم قوم من الجن كشف عنهم الغطاء لا يستحق الكلام، ودعوى أنهم أولاد المفريت تفصيل لهذه الشائعة المعطوفة الى النبز، فلا تستحق البحث.
4- قال المسعودي في التنبيه والاشراف أنه (قد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم ممن شاهدناهم الى أنهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن حرب بن هوزان، وفي المروج أنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان ، ومنهم من يرى انهم من ولد سبيع بن هوزان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مروج الذهب / ج1/ ص308.
(2) روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر/ لأبي الوليد محمد بن الشحنة/ هامش ابن الأثير/ج7/ ص78.
وقد علق المسعودي في التنبيه والاشراف على هذه الأقوال بقوله ( وحرب وسبيع عند نساب مضر درجا فلا عقب لهما)، فطعن بهذه الآراء، ولم يشأ أن ينسبهم الى احدى قبائل العرب، وقال: ومن الأكراد من يذهب الى أنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل، وقعوا في قديم الزمان لحرب كانت بينهم الى أرض الأعاجم، وتفرقوا فيهم، وحالت لغتهم وصاروا شعوباً وقبائل... فكان سبب تبدل لسانهم... وهكذا الأقوال من نوعها، وبعد الاسلام اختلط بهم العرب، ولا نزال نسمع من رؤسائهم خاصة أنهم ينتمون الى نجار عربي، وكل ما أقوله هنا أن المسعودي وأمثاله كتبوا عنهم، وسجلوا ما سمعوه منهم، ولم تكن آنئذ فكرة قوميات وإنما يعتبرون الأخوة بين الأقوام معتبرة، وان التعادي أوجده العصر الحاضر أو العصور المتأخرة فقام الناس بالدعوة المتطرفة وبما بثوه من نزعات، وعلى كل حال لم يقتنع المسعودي بأقوالهم .. ولكن هذا لا يمنع أن يكون قد اختلط بالكرد عرب، وتولوا رياستهم قبل الإسلام كما حدث بعده، ولذا قال ابن الشحنة (الكرد من العرب ثم تنبطوا).
5- ان الكرد قوم قائم بنفسه لا ينتسب الى الأقوام الموجودة، وهو منفرد عن سائر الأمم وقرباها، قاله أوليا جلبي، وعدهم ممن دخل السفينة من المؤمنين وخرج منها مع نوح (ع) وأولاده، عاشوا منفردين عن غيرهم ، وإن لغتهم لا تشبه الأقوام المعروفة، وحكمهم ملك يقال له (كردم) وعمر عمارات مهمة في جودي وسنجار ، ومن ثم عرفوا به.
ومثله ما جاء في مسالك الأبصار قال:
(الأكراد جنس خاص، وهم ما قارب العراق وديار العرب دون من توغل في بلاد العجم، ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق متفرقة في الأقطار.. وحول العراق وديار العرب جمهرتهم فمنهم طوائف بجبال همذان و شهرزور وغيرها)(1).
وفي التعريف بالمصلح الشريف :
(ويقال في المسلمين الكرد، وفي الكفار الكرج، وحينئذ يكون الكرد و الكرج نسباً واحداً) (صبح الأعشى ج 1 ص 369).
وفي النويري : (كرد بن مرد بن بافث) ، وفي رأي أكثر النسابين أن الأكراد أولاد ايران بن أرم بن سام، أو من هوزان كما تقدم ، وفي ذلك خلاف ، قاله النويري (نهاية الأرب ج2 ص290) مما يدل على أنه ليس هناك رأي مقطوع به أو يصح التعويل عليه، والتوثق من صحته.
والكرد من العناصر الفعالة في العراق أيام العهد الاسلامي، ولهم الأثر الجميل في كافة أنحاء المعرفة والادارة والعمل للحضارة، وهم قوم قائم بحياله على الأرجح ولم يكن من بادية ايران كما توهم البعض بل يصح أن تكون ايران قد تولدت منه، وبنت ثقافتها على أساس البداوة الكردية، واستقت نفوسها- بلا ريب- من الكرد أو من بعض أقسامه القريبة منها، والأدلة الكثيرة على قدم هؤلاء ورسوخهم في الحضارة ، فقد نزحوا الى المدن، وسكناها ومالوا اليها بأُلفة وقبول تامين، فلم يستنكروا ذلك، ولا عارضوا كما يشاهد في العناصر البدوية فإنهم مالوا خطوة أثر خطوة حتى وصلوا الى الزرع، ثم الى الغرس وتعهد المغروسات ثم تأسيس القرية وهكذا تدرجوا حتى فقهوا الحياة المدنية، ولكنهم لا يزالون حتى في أرقى المدن محافظين على بعض العوائد، والتقاليد القومية الموروثة، فلم يروا وسيلة لإهمالها، أو نسيانها فالكثير من الأمور لا يزال على حالته، والكرد أقرب الى تمثيل الحضارة، فلم يمض أمد قليل حتى أصبحوا من أعضاء الحضارة النافعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسالك الأبصار /ج10.
والتاريخ في مجراه، في حوادثه العديدة برهن على أن هذا العنصر منذ دخل الإسلام صار من أهم أركانه، وأخلص لعقيدته، وتأثر بمبدئه السامي.
ومن ثم نال نصيباً وافراً من الحضارة ومكانة مقبولة مرضية، الأمر الذي دعا أن يكون من أهم أركان نهضته.. وعلماؤه وأدباؤه ومؤرخوه، ورجال سياسته ومدنه وصناعاته، كل هذا أكبر دليل تاريخي، بل شاهد محسوس لما ناله من المنزلة السامية حتى أن زراعه في انتاجهم، وعماله بأعمالهم لا يقلون عمن ذكر من خدام المدينة.
وهنا أستعرض بعض النصوص التاريخية فأقول:
إن العرب بعد فتح البلاد المجاورة لهم صاروا يقيسون الأقوام والأمم من حيث النسب بمقياس أنسابهم وحاولوا أن يرجعوا الكرد كغيرهم الى قبائل ، بل زادوا أن عدوا الكرد من أصل عربي ، وأيدوا عوامل المجاورة والاختلاط بعامل آخر، وهو العامل النسبي مراعاة لما يقول به رجال الكرد، على أن بعضهم رأى اللغة أقرب للفارسية، فاعتبروهم ايرانيين، أ, أنهم أهل البداوة منهم، ولكن هذا كله لم يمنع أن يحتفظوا بقوميتهم وأنهم (كرد) لا (فرس) ، ولا (عرب).
ونص المسالك يدل على أنهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الايرانيين، ولا من باديتهم، ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب، ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى
خزاعة و خفاجة و أصل الكرد
خــــــزاعة
بطن عظيم من بني عمرو بن لحي بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء من الأزد هجرتهم الأولى من اليمن إلى (الأبواء) بين مكة والمدينة وإلى وادي غزال في الحجاز . ثم اتسعت خزاعة في هجرتها فانتشرت بطونها في الشام ومصر والأندلس والعراق ومواضع عديدة من الوطن العربي.
ومن تاريخ خزاعة قبل الإسلام إنها عند هجرتها من اليمن أقامت بالقرب من مكة ثم دارت معارك بينها وبين جرهم اليمنية التي كانت قد نزلت قبل خزاعة منطقة مكة .انتهت بزوال سيطرة جرهم من مكة وانتقال سدانة الكعبة وحكم مكة إلى خزاعة . وظل الأمر كذلك حتى اختلف قصي ـ سيد قريش ورئيسهم ـ مع خزاعة بسبب سدانة الكعبة اختلافاً سالت فيه الدماء وانتهى بانتقال السدانة وحكم مكة لقصي والسماح لخزاعة بالإقامة مع قريش في أرباض البقعة المقدسة ويحتمل أن قريشاً عادت فزحزحت خزاعة خارج تلك الأرباض وقت ظهور الإسلام.
واشتركت خزاعة في فتح مصر مع أهل الراية ووقفت خزاعة في مصر ضد الخليفة عثمان بن عفان فقد كان منها عمرو بن الحمق الخزاعي الذي خرج من مصر ليشترك في قتل عثمان . ومنهم أيضاً ابن ورقاء الخزاعي الذي سيّره ابن أبي حذيفة إلى عثمان سنة 35 هـ . ومنهم محمد بن الأشعث أمير مصر(141ـ 143هـ) والقاضي الفضل بن غانم والأمير المطلب بن عبد الله وهارون والفضل أخوا المطلب. وعمرو بن وهب (ت 201هـ) من قواد السري بن الحكم وعوف بن وهب (ت 204هـ) كان من وجوه الجند وولي مصر استخلافاً مرتين. ولما ولي المطلب بن عبد الله مصر سنة 199هـ صحبه قوم من خزاعة وسكنوا الفسطاط وسمي زقاق المطلبية باسمهم لأنهم سكنوا فيه , ومن مواليهم عبد العزيز بن عمران.
ومن مشاهير خزاعة بالشام عبد الغفار الخزاعي صاحب القصيدة المشهورة في أوصاف الفرس أوردها في كتابه (الخيل) معمر بن المثنى التيّمي بالولاء المشهور لأبي عبيدة النحوي (ت 209هـ)(1)
وأصل عشيرة (الخزاعل) من (خزاعة) , والخزاعل أول من سكنوا الديوانية وهم ذو شرف ورئاسة منذ أقدم الأزمنة وجدهم علي بن دعبل بن علي وينتهي نسبه إلى سليمان بن صرد الخزاعي أحد أشراف الكوفة القديمة ومنشئ حزب (التوابين) الذي هب للمطالبة بثأر الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). وتكاثر الخزاعل في منطقة الفرات بعد أن عينت الحكومة العثمانية جدهم حسن باشا والياً على بغداد. ومن العادات التي كانت سائدة بينهم في العراق إن الخزاعل لا يزوجون بناتهم إلا من خزعلي أو علوي (سيّد) حتى ولو خطب أحقر بناتهم أعظم الرؤساء . وقد اندثرت هذه العادة ولم يعد لها وجود الآن في العراق والخزاعل يشتغلون بالزراعة والرعي وتربية الإبل 0
وهؤلاء ولد عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد
فولد عامر ماء السماء : عمران الكاهن ولم يعقب وعمرو مزيقياء فولد عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن الغطريف : ذهل بن عمرو وهو وائل وقع ولده في نجران فمنهم الباء , أسقف نجران ووادعة بن عمرو دخل في همدان وعمران بن عمرو وحارثة بن عمرو وقيل من ولد خزاعة وبارق وجفنة بن عمرو. من ولده : آل جفنة والحارث المحرق وثعلبة العنقاء بن عمرو. من ولده الأوس والخــــزرج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج1/ ص416، النسب والمصاهرة ص46.
وأبو حارثة بن عمرو ومالك بن عمرو وكعب بن عمرو وشربوا كلهم من ماء غسان , فكل ولد عمرو بن عامر يُدعَون غســان حاشا أبا حارثة وحارثة وعمران وثعلبة العنقاء ووادعة وذهل فليسوا غسان ولم يشربوا من ذلك الماء فغسان هم بنو الحارث وجفنة ومالك وكعب بني عمرو ميزيقياء فقط(1)
ولما خرب السد وخرج عمرو بن عامر ميزيقياء في ولده وولد ولده وعدة من قبائل قومه من مأرب متوجهين إلى البلاد يرتادون أرضاً تحملهم أو بلداً يمنعهم فنزلوا بلاد عكَّ مجتازين . وكان رئيس عكَّ يومئذ شملقة بن الحباب . فسألوهم أن يأذنوا لهم في المقام عندهم حتى يأمروا من يرتاد لهم منزلاً ينزلونه ووجه عمرو بن عامر ثلاثة من ولده وهم :
الحارث بن عمرو بن عامر ومالك بن عمرو وحارثة بن عرو ابن عامر وهو أبو خزاعة.
قال ابن قتيبة : ومات عمرو بن عامر بأرض عكَّ قبل أن يرجع إليه أحد رواده فاستخلف ابنه ثعلبة العنقاء وهو جد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) جمهرة أنساب العرب / الأندلسي/ ص331.
(2) . ألش من أعمال تدمير بالأندلس.
الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمــــــرو بن
عامر. فتقلد ما كان يتقلده آباؤه من حفظ المملكة وسد الثغور ولما توفي عمرو بن عامر كما ذكرنا وقع الوباء في قومه بعده واشتد عليهم الأمر فأرسلوا إلى عكَّ وقالوا لهم إن هذا الموضع الذي أنزلتمونا فيه غير موافق لنا وقد لحقنا فيه من الوباء ما لحقنا فاجعلونا في الموضع الذي أنتم فيه لمقامنا عندكم ونحن سائرون عنكم عن قريب . فكرهت عكَّ ذلك فهاجت الحرب بينهم فاقتتلوا قتالاً شديداً واشتد القتل في عكَّ وقتل شملقة بن الحباب غيلة وكان الذي تولى حربهم وقتالهم جذع بن سنان وكان شجاعاً مقداماً فتاكاً وكان أعور أصم كثير الكيد عظيم المكر شيطاناً من شياطين العرب. وكان ثعلبة العنقاء كارهاً لذلك من فعله فحلف أن لا يقيم هنالك , فلم يزالوا سائرين حتى صاروا قريباً من مكة وكان سكان مكة يومئذ جُرهم فأرسل ثعلبة العنقاء رسلاً إلى جُرهم فسألهم أن يأذنوا لهم في المقام عندهم فأبوا عليهم فاقتتلوا وظفرت بهم الأزد فأجلوهم عن مكة ووليت خزاعة البيت دهراً طويلاً نحو من ثلاثمائة سنة.
قال ابن قتيبة : ومات ثعلبة العنقاء بمكة فاستخلف على قومه أخوه جفنة بن عمرو بن عامر فتقلد جفنة ما كان يتقلد آباؤه من حفظ المملكة والذب عنها ولم يزل في مكة مقيماً هو وقومه من الأزد حتى ضاقت عليهم مكة وأرادوا الشخوص عنها وكانت فيهم كاهنة وهي طريفة زوجة عمرو بن عامر مزيقياء فلما عزموا على الخروج من مكة قالت لهم كاهنتهم من كان ذا هم بعيد وحمل جليد وبأس شديد فليقصد عمان المشيد فسار إليه بنو نصر بن الأزد فهم أزد عُمان فنزلوا عُمان والبحرين وعلوا على ما هنالك فهي مساكنهم إلى اليوم ثم قالت ومن كان منكم ذا جرأة وعزيمة وفتك وشهامة وصبر على أزمات الدهر فليقصد الوادي من مرّ (مرّ هو ما يسمى مرّ الظاهرين ويسمى اليوم وادي فاطمة وهو قرب مكة المشرفة) فنزلت هنالك خزاعة فهي مساكنهم في الجاهلية والإسلام. ثم قالت ومن كان يريد الراسخات في الوحل المطعمات في المحل فليقصد يثرب ذات النخل . فسار إليها حارثة بن ثعلبة العنقاء في ولده من الأوس والخزرج فهي مساكنهم في الجاهلية والإسلام(1)
وإن أم الأوس والخزرج قيلة ومن بطون حارثة بن ثعلبة الأخرى أفصى بن حارثة يقال إن من ولده خزاعة وبعض أولاده ينتمي إلى غسان وبنو جفنة منهم آل جفنة ملوك الشام (الغساسنة)(2)
عودة إلى النسب
نسب خزاعة : قال ابن إسحاق : وخزاعة تقول نحن بنو عمرو ابن ربيعة بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن أمرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأسد بن الغوث وخِنْدف أمنا. فيما حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم ويقال : خزاعة : بنو حارثة بن عمرو بن عامر وإنما سميت خزاعة لأنهم تخزعوا (تأخروا وانقطعوا) وتقول خزاعة: نحن بنوا عمرو بن عامر إلى آخر النسب من ولد عمرو بن عامر حين اقبلوا من اليمن يريدون الشام فنزلوا بمرّ الظهران فأقاموا بها. قال حسان بن ثابت الأنصاري:
فلما قطعنا بطنَ مرّ تخـــــزعت
خزاعة منا في جموع كراكــــر
حمت كل واد من تهامة واحتمت
بصم القنا والمرهفات البــواتــر
وقال ابو المطهر إسماعيل بن رافع الأنصاري أحد بني حارثة ابن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس:
فلما هبطنا بطن مكة أحمـــــــــدت
خزاعة دار الآكل المتحـــــامل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) العقود اللؤلؤية / علي بن الحسن الخزرجي/ ج1/ ص25.
(2) الاشتقاق / لإبن دريد/ ص468
فحلت أكاريساً وشنت قنــــــــــابلاً
على كل حي بني نجد وساحــل
نفوا جرهماً عن بطن مكة واحتبوا
بعزٍ خزاعي شديد الكواهـــــــل
لم يكن الأنصار أسماً( للأوس والخزرج ) في الجاهلية حتى سماهم الله به في الإسلام وهم بنو الأوس والخزرج .والخزرج:الريح الباردة وقال بعضهم وهي الجنوب خاصة . والأوس : هي العطية أوالعوض ومثل هذا إذا كان علماً لا يدخله الألف واللام ألا ترى إن كل أوس في العرب غير هذا فإنه بغير ألف ولام كأوس بن الحارثة الطائي وغيره وأبوهم حارثة ابن ثعلبة وهو أيضاً والد خزاعة على أحد القولين وأمهم قيلة بنت كاهل بن عذرة قضاعية ويقال هي بنت جفنة وأسمه غلبة ابن عمرو بن عامر : وقيل بنت سبع بن الهون بن خزيمة بن مدركة قاله الزبير بن أبي بكر في (كتاب أخبار المدينة)0
الاستنتاج:-
نستنتج مما ورد ذكره بأن خزاعة وقبيلتي الأوس والخزرج هم أخوة وأبوهم حارثة بن ثعلبة العنقاء بن عمرو ميزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف بن أمرؤ القيس بن ثعلبة البهلول بن مازن بن الأزد من العرب القحطانية وأمهم قيلة بنت كاهل بن عذرة القضاعية ويقال هي بنت جفنة وأسمه غلبة بن عمرو بن عامر .
ولهم أعلام وقادة عظام في صدر الرسالة الإسلامية ومن أبرزهم ضمرة بن جندب بن عمرو الخزاعي وعبد الله بن جبير الخزاعي ومنهم عبد الله بن الحارث بن عائذ بن مالك بن جذيمة وهو المصطلق وإنما سمي بالمصطلق لحسن صوته وهو أخو جويرية بنت الحارث زوجة النبي محمد (ص).
هذا ما أردنا توضيحه لنسب قبيلة خزاعة الأزدية اليمنية القحطانية .. ومن الله التوفيق..
المصادر:-
1- الجامع / محمد عبد القادر با مطرف/ ج1 /ج2/ ص416.
2- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي/ ص331.
3- العقود اللؤلؤية / علي الخزرجي/ ج1/ ص25.
4- النسب والمصاهرة / علاء الدين المدرس/ ص75.
5- السيرة النبوية / ابن هشام/ ج2/ ص276.
6- أسد الغابة في تمييز الصحابة / ابن الجزري/ ج3/ ص196،206.
7- الإصابة في معرفة الصحابة / للعسقلاني.
8- وفاء الوفا في أخبار دار المصطفى/ للسمهودي.
9- التحفة اللطيفة/ للسخاوي.
10- اللباب في تهذيب الأنساب/ ابن كثير.
11- الاشتقاق / لإبن دريد/ ص468.
سلالة قبيلة خزاعة
علي
أحمد
محمد
الحسن
عبد الله
محمد
ليث
الجراح
الحارث
أهنبان
أوس
الحسين
حريش
الحسن
ثابت
قطبة
عبد الله
أحمد
نصر
مالك
الهيثم
عوف
وهب
عميرة
هاجر
عمير
عبد العزى
قمير
حبيشية
سلول
كعب
عمرو
خزاعة الاشتقاق ص468
عمراً
ربيعة (لحي)
حارثة
ثعلبة العنقاء
عمرو مزيقياء
عامر ماء السماء
حارثة الغطريف
أمرؤ القيس
ثعلبة البهلول
مازن
الأزد
الغوث
نبت
مالك
زيد
كهلان
سبأ
يشجب
يعرب
قحطان
قبيلة خفاجة
الحمد لله رب العالمين ، نحمده حمداً كثيراً ونستعين به في كل أمر وشأن، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين......وبعد:
يفخر العرب بأحسابهم وأنسابهم ويعدّونها أساس وجودهم ومدعاة تشرفهم... كما اعتزوا بها قديماً وحديثاً وضبطوها واتجهوا اتجاهاً قوياً نحوها وأحاطوها بعناية كبيرة حتى شغلت جانباً من حياتهم وكانوا مدركين تمام الإدراك بإصول هذه الأنساب وإلمامهم بها على حقيقتها فأظهروا تعصبهم نحوها لأنها تمثل على أقل تقدير جزءً من كيانهم الاجتماعي المتطور.
والشاعر عبد الله بن خليفة الطائي اليمني يُعلن ولائه لقومه على رغم خذلانهم إياه فيقول:-
فلا يبعدن قومي وإن كنت نـــــــائياً
وكنت المضاع فيهمو والمكـــــفرا
فلا خير في الدنيا ولا العيش بعدهم
وإن كنت عنهم نائي الدار محصرا
والحديث عن قواعد الأنساب العربية سهل وممتع ، سهل لأن مصادره الأصلية متوفرة ومتاحة ودلالته مشاهدة وملموسة، وممتع لأنه يدلنا على تطور العلاقات الاجتماعية داخل القبائل العربية وعلى ما كان يترتب على تلك العلاقات من التزامات تفرضها نوعية الحياة التي كانوا يحيونها في أزمانهم وبيئاتهم المختلفة.
ومعرفة الأنساب نعمة من النعم التي كرم الله تعالى بها عباده فهي مندفع الى مكارم الأخلاق ومزدجر عن رذائل الأعمال فمتى عرف الأنسان في أصله شرف وصلابة عود ومنبت طيّب فإنه يأنف من تعاطي الدنايا وارتكاب ما يسئ لسمعته ويضر بموقفه من العشيرة.
كما أن تشعب الأنساب على افتراق القبائل والطوائف أحد الأسباب الممهدة لحصول الائتلاف وكذلك اختلاف الألسنة والصور وتباين الألوان والفطر على ما قاله تعالى ( واختلاف ألسنتكم وألوانكم...) (سورة الروم / آية22) .
وكان للتدوين الإسلامي أثر بالغ في تثبيت الأنساب وإقرارها ، قال تعالى:- ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم...) ( سورة الحجرات/ آية 12) ، وقال نبي الهدى ورسول الانسانية محمد (ص) : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم فإن صلة الرحم محبة في الأهل مثراة في المال منسأة في الأثر) فقد أعطى الإسلام للأنساب اهتماماً خاصاً ووضع جملة شرائع وقوانين حفاظاً على نظافة المجتمع وأخلاقه وبناء أواصر سليمة وأنساب معلومة وصلات محددة .
وقد شجع ذلك المسلمين على الاهتمام بالاسرة والأنساب واحترام رابطة الدم وصلة الأرحام لبناء مجتمع متماسك وعفيف وقد أدت تلك الرعاية وذلك الإهتمام الى بقاء المجتمع الإسلامي محافظاً على ملامحه وأواصره الأصيلة حتى اليوم.
وتعد الكتابة في تاريخ الاسر والقبائل من الاطروحات الاجتماعية والفكرية المهمة التي لفتت أنظار المؤرخين ولنا الشرف الكبير في أن نضع بصماتنا على سلالات وبطون قبيلة خفاجة ذات الجذور الثابتة والفروع اليافعة وما لعبته من دور كبير في تاريخ العرب والإسلام وما رسمه رجالها الأفذاذ من مآثر بطولية طرزت صفحات التاريخ....
بنو خفاجة
بطن من بني عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية ، وهم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب ، وقد انتقلوا في آخر الأيام الى العراق والجزيرة ، وكان لهم ببادية في العراق دولة ، قال المؤيد صاحب حماة : وهم أمراء العراق من قديم الزمان والى الآن ، وقد ذكر الحمداني منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية.
(بنو عامر) أ- بطن من عامر بن صعصعة وهم بنو عامر ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة . وأسمه ربيعة ، ومعاوية وهو ذو النهم، وعوف وعمرو وهو فارس الضحيا، وفيه يقول خداش بن زهير( شاعر جاهلي من أشراف بني عامر وشجعانهم) :
أبي فارس الضحياء عمرو بن عامرِ
أبى الذم واختار الوفاء على الغدرِ
(بنو عامر) ب- بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عامر بن هلال بن صعصعة ، قال الحمداني : ومنهم طائفة بساقية قلبة من الأعمال الأخميمية من الديار المصرية. قال : وهم بطون بنو رفاعة ، وبنو حُجير ، وبنو عزيز، وقد ذكر في العِبر إن منهم طوائف بأفريقيا من بلاد المغرب.
(بنو عقيل) بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية، وهم بنو عقيل ، منهم المنتفق المذكورون في حرف الألف، ومنهم مجنون بني عامر الشاعر الإسلامي.
واسمه قيس بن معاوية، وكانت مساكنهم بالبحرين في كثير من قبائل العرب، وكان أعظم قبائلهم بنو عقيل هؤلاء، وبنو ثعلب، وبنو سليم، وكان أظهرهم في الكثرة والعز، بنو ثعلب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو ثعلب على سليم حتى أخرجوهم من البحرين ودخلوا الى مصر، فأقام بها بعض وسار البعض الى أفريقية من بلاد المغرب، ثم اختلف بنو عقيل وبنو ثعلب بن مرة، فغلبت بنو ثعلب على بنو عقيل وطردوهم عن البحرين، فساروا الى العراق وملكوا الكوفة والبلاد الفراتية ، وتغلبوا على الجزيرة والموصل وملكوا تلك البلاد.
ومنهم كان المقلد وقرواش وقريش وابنه مسلم بن قريش المشهور ذكرهم ووقائعهم في كتب التاريخ، وبقيت المملكة بأيديهم حتى غلبهم عليها ملوك السلجوقية، فتحولوا عنها الى البحرين حيث كانوا أولاً فوجدوا بنو ثعلب قد ضعف أمرهم فغلبوهم على البحرين لبني عقيل، قال ابن سعيد: سألت أهل البحرين في سنة احدى وخمسين وستمائة حين لقيتهم بالمدينة النبوية عن البحرين، فقالوا الملك فيها لبني عامر بن عقيل ، وبنو ثعلب من جملة رعاياهم، وبنو عصفور من بني عقيل هم أصحاب الاحساء وهي دار ملكهم.(1)
ومن بني عُقيل أيضاً خفاجة ( بفتح الخاء المعجمة وفتح الفاء وجيم مفتوحة بعد الألف وهاء في الآخر) وهم بنو خفاجة ابن عمرو بن عقيل ، وفيهم الإمرة بالعراق الى الآن(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب/ القلقشندي/ ص332وص72وص305وص338/ سبائك الذهب/ السويدي/ ص45.
(2) صبح الأعشى/ القلقشندي/ ج1/ ص343.
الخفاجي:
بفتح الخاء والفاء وبعد الألف جيم هذه النسبة الى خفاجة ، وهو اسم امرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وهم القليل المشهور، يُنسب اليهم الشاعر المفلق أبو سعيد بن سنام الخفاجي، كان يسكن حلب.
قلت: هذا قال السمعاني: خفاجة اسم امرأة وليس كذلك ، وإنما هو خفاجة بن عمر بن عقيل وهو ابن أخي عبادة . وقيل : إن اسم خفاجة معاوية ، واشتهر باللقب. قال ابن حبيب: طعن رجلاً من اليمن فأخفَجه(1).
والخفاجي : بفتح الخاء المنقوطة والفاء وفي آخرها الجيم ، هذه النسبة الى خفاجة، وهي اسم امرأة، هكذا ذكر لي أبو أزيد الخفاجي في برية السماوة، وولد لها أولاد وكثروا، وهم يسكنون بنواحي الكوفة، وكان أبو أزيد يقول : يركب منها على الخيل أكثر من ثلاثين ألف فارس سوى الركبان والمشاة. ولقيت منهم جماعة كثيرة وصحبتهم ، والمشهور بالانتساب اليهم :
الشاعر المفلق أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الخفاجي، كان يسكن حلب وشعره مما يدخل الاذن بغير إذن(2).
و (خفاجة) حي من بني عامر، وهم من قيس عيلان، منهم عمران الخفاجي الذي طلبه عضد الدولة من بابويه فاستجار بقبر أمير المؤمنين (ع) فأجاره، وبنى المسجد المعروف في عكس القبلة من الصحن الشريف في النجف الأشرف وعليه تاريخ.
و(خفاجة) هم بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية، وقد انتقلوا الى العراق والجزيرة، وكان لهم بسارية العراق دولة من قديم الزمان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) اللباب في تهذيب الأنساب/ ابن الأثير الجزري/ المجلد 1/ ص307.
(2) الأنساب/ السمعاني/ المجلد 2/ ص442.
ويستدل من الروايات التاريخية أنهم انتقلوا الى العراق في القرن الرابع الهجري، وامتلكوا الكوفة والسواد عدّة قرون من السنين، وكانوا هم السبب في خراب الكوفة وقرى السواد.
منهم عمران بن شاهين الخفاجي، صاحب البطائح، ومؤسس إمارة آل شاهين فيها.
وخفاجة اليوم لا تزال قبيلة كبيرة توجد في ثلاث أمكنة من العراق:-
أ- خفاجة جبشة: والمشهور عنهم أنهم بقايا قبيلة خفاجة الكوفة، تقع منازلهم في الجهة الشرقية من الفرات بين الشنافية والسماوة.
وفروعهم : البو خاورهن (البو خويرة)، آل كعد، آل راشد، آل سبتي، آل عجيل، آل كَريطي.
ب- خفاجة المجرية: تسكن بين الحلة والكفل في أراضي نهر المكرية (المجرية) ومنهم في أراضي نهر الطهمازية ، وفروعهم :
1- آل زور: وفروعهم: البو حسن، البو ناصر، البو عبد الله، البو عبيد.
2- البو خليل: الرؤساء.
3- الصلخة: ويسكنون في الويسية وراك سويلم وفروعهم: الشريف، الحلفة، الحمّاد، البو فروخ، البو خليف.
4- الجدوع.
5- اللوبة.
6- آل عجمي: ويسكنون بالجازرية في نهر الشاه وفروعهم: العمر، الحمادة، الحضان، البو حسين، المساعد، البو مشعان، الخفيف( ومنهم الرؤساء) الشحيل، ومن آل عجمي في المسيّب (الترابيون) ويسكنون في الجفجافة من أراضي المسيب التابعة للأسكندرية.
7- آل خنيفر: وفروعهم: آل رشيد، النجم، آل عبد الله، آل حمود، البو عباس، المجحيل، البو عبيد وهم البو عبيد في آل زور.
8- هوى الشام: ويسكنون نهر الشاه.
9- آل متيج.
10- الهيّاب: وهم أحلاف، ويسكنون في نهر الشاه.
11- الرفيعات: وهم من الرفيع، ويسكنون نهر الشاه.
12- الطرفة: رئيسهم ابراهيم السماوي في نهر الشاه.
13- البو سرية، وفروعهم: الدراج، السفافحة، البو عبيد.
14- الحنّان: ويسكنون نهر الشاه.
15- الدغافل: ويسكنون بالقرب من الشنافية.
ج- خفاجة الشطرة: ومنازلهم : دكة العبد، والطبرية، والشاهينيات، والعمرانية، وهم يشكلون جزءاً من عشائر الأجود، وفروعهم:
1- آل عبد السيد.
2- آل عَصِيدة.
3- آل عليوي: وهم فرقتان من أصل واحد:
أ- الفرقة الأولى: آل أشجان ومنه الرئيس، وآل ركية، وآل شلوك، وآل خنجر (ومنهم البو مطر في النجف رهط العلامة الشيخ عبد المهدي بن الشيخ عبد الحسين مطر).
ب- الفرقة الثانية: وتشتمل على: آل طربوش ومنهم الرئيس، والزيادات.
4- الطحالبة. 5- المشاخيل. 6- آل عويد.
7- آل شمخي. 8- آل اسعيد.
9- البو شهاب.
10- آل سالم.
11- الطوينات.
12- المراونة.
13- آل حمام- حلفاء ركابيون.
14- جنانة- حلفاء كنانيون.
وهناك فرق أخرى من خفاجة متوزعة في بعض مناطق العراق، كالطهامزة، والوزون في كربلاء، ومن الوزون أيضأ في محافظة ديالى(1).
وعدّ المحامي عباس العزاوي في الجزء الرابع ص86 من كتابه عشائر العراق خفاجة من الأجود، وقال عنها : وهذه من العشائر القديمة وأعتقد أنهم كانوا في العراق قبل الأجود بكثير من الزمن. والسلطة صارت الى المنتفق، وصاروا يعدون في عداد الأجود. ولها مكانة رفيعة بين العشائر. وبيدها سلطة واسعة. قسم كبير منها في شطرة المنتفق. في أراضي الدجة بين الناصرية والشطرة. ومنهم في كربلاء وبغداد وديالى. ولا نعلم تاريخ ورودهم بالضبط . والظاهر أنه أيام الفتح الإسلامي أو بعده.
وخفاجة من بطون الخلعاء من قبائل بني عقيل من كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة ، ومن خفاجة توبة صاحب ليلى الأخيلية التي قالت:
فلا والله يا ابن أبي عقيلٍ تبلّك بعدها عندي بلالُ(2)
واما ليلى الأخيلية فهي من عبادة فهي من العشائر العدنانية وأقرب الى الأجود.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني/ ص92-94.
(2) الاشتقاق/ ابن دريد/ ص182.
ومن اتصالهم بعقيل وبعامر بن صعصعة يعرف مكان القرابة . ويعدون أسرة واحدة أو عشيرة، والتسميات كانت أشبه بالأفخاذ فأستقلت فصارت عشيرة، وتكاثرهم فصلهم عن بعض واستقلوا بأسمائهم الخاصة بهم.
وكانت لهم الزعامة مدة، والمكانة التي لا تُنكر، لا توازيهم في قوتهم عشيرة. وفي أواخر أيام المغول كان الحاكم بأمر الله العباسي قد اختفى عن المغول ونجى، ثم خرج من بغداد وفي صحبته جماعة فقصد أمير خفاجة حسين بن فلاح فأقام عنده ثم مضى الى دمشق(1)...
وقال ابن بطوطة: كانت السلطة بيدها في أنحاء الكوفة وما والاها ثم تحولت القوة الى ضعف وأصابها تشتت، وأسباب ذلك كثيرة وأهمها عوادي الطبيعة، والعدوان بين العشائر، أو بينهم أنفسهم ... فلا نرى عشيرة إلا تغيّرت.
واليوم فقدت كثيراً من مكانها، وصارت تعد من عشائر الأجود وتحولت السلطة، ولا مانع من ذلك والأجود وخفاجة من جد واحد ... تناوبوا الرئاسة وتوالوا عليها، ونحاول عبثاً أن نجد مدوناتهم التاريخية متصلة. ونخوتهم (عامر) ودخلت في عدادهم عشائر كثيرة مثل عبودة والطوينات. ويقول العزاوي: استقيت المعلومات عن هذه العشيرة من الشيخين زامل المناع وخيون العبيد ومن آخرين(2).
أما ثامر عبد الحسن العامري فقال في ج3 من موسوعة العشائر العراقية ص292 : إن عشيرة خفاجة من العشائر العربية التي تؤكد بعض المصادر على أن أصلها من الجزيرة العربية وقد نزحت الى العراق منذ القدم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تاريخ العراق / ج1/ ص540 وج2/ قسم الملحق ص16.
(2) عشائر العراق / العزاوي/ ج4/ ص86-87.
و في ص86 / ج4 من كتاب عشائر العراق اكد العزاوي أن تسمية خفاجة نسبة لإسم امرأة أسمها خفاجة، وكذلك أنها من بطون الخلعاء كما ذكرها ابن دريد في الصفحتين 181و182 من كتابه الاشتقاق.
ولا بد من الإشارة الى ما كتبه المؤلف عمر رضا كحالة في ج1 من كتابه معجم قبائل العرب القديمة والحديثة ص350 والتي أورد فيها مصادر عديدة اعتمدها في الكتابة عن خفاجة. فقال:
خفاجة: من عشائر لواء الحلة، تقطن في ناحيتي الكفل والقاسم، على الجانب الأيمن من شط الحلة، وفي نهر الشاه، ويعيش رجال هذه العشيرة على الزراعة، ويقدر عددها بـ7000نسمة( عامان في الفرات الأوسط لعبد الجبار فارس ص79).
خفاجة: فرقة من الولدة، تقيم في أنحاء الفرات، وفي قرى شعيب، مسكنة، وحويجة فصيح. ( عشائر الشام لوصفي زكريا ج2/ ص217).
خَفَاجة بن عمرو: بطن من بني عُقيل بن كعب، من قيس بن عيلان، من العدنانية، وهم: بنو خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بَكر بن هَوزان بن منصور بن عكرمة بن حَفصة بن قيس بن عيلان.
كانوا يقطنون قبل الإسلام الجنوب الشرقي من المدينة، ويملكون فيها القرى والمزارع، ثم انتشروا فيما بين الجزيرة والشام، في عدوة الفرات، وكان لهم ببادية العراق دولة، وسكنوا بنواحي الكوفة، وكانت منهم طائفة ببلاد البحيرة من الديار المصرية.
وكانوا كالرعايا لبني حمدان، يؤدون اليهم الإتاوات، وينفرون معهم في الحروب، ثم أقاموا في العراق ، وملكوا ضواحيه، وكانت لهم مقامات وذكر، وهم أصحاب صولة وكثرة، فسار منيع بن حسان أمير خفاجة سنة 417هـ الى الجامعين، وهي لنور الدور دبيس، فنهبها، فسار دبيس في طلبه الى الكوفة، ففارقها، وقصد الأنبار، وهي لقرواش، كان استعادها، فلما نازلها منيع قاتله أهله فلم يكن لهم بخفاجة طاقة، فدخل بنو خفاجة الأنبار ، ونهبوها، وأحرقوا أسواقها.
ولما استولى طغرلبك على النواحي، وأحاط بأعمال بغداد من جهاتها، دعاه دبيس صاحب الحلة الى قتال خفاجة، وقد عاثوا في بلاده فاستنجد به وسار اليهم فأجلاهم عن الجامعين، ودخلوا المفازة وأتبعهم فأدركهم بخفان، فأوقع بهم وغنم أموالهم وأنعامهم، وحاصر حصن خفان، وفتحه وخربه.
ثم في سنة 446هـ قصد بنو خفاجة الجامعين وأعمال نور الدولة دبيس، ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال، وكان نور الدين شرقي الفرات، و خفاجة غربيها، فأرسل نور الدولة الى البساسيري يستنجده فسار اليه ، فلما وصل عبر الفرات من ساعته، وقاتل خفاجة وأجلاهم عن الجامعين، فإنهزموا منه ودخلوا البر فلم يتبعهم، وعاد عنهم فرجعوا الى الفساد، فاستعد لسلوك البر خلفهم أين قصدوا،وعطف نحوهم قاصداً حربهم ، فدخلوا البر.
وسار الحجاج سنة 485هـ من بغداد فقدموا الكوفة ورحلوا منها، فخرجت عليهم خفاجة، وقد طمعوا بموت السلطان، وبعد العسكر فأوقعوا بهم وقتلوا أكثر الجند الذين معهم، وانهزم باقيهم ونهبوا الحجاج وقصدوا الكوفة، فدخلوها وأغاروا عليها، وقتلوا في أهلها فرماهم الناس بالنشاب، فخرجوا بعد أن نهبوا وأخذوا ثياب من لقوه من الرجال والنساء فوصل الخبر الى بغداد، فسيرت العساكر منها، فلما سمع بهم بنو خفاجة انهزموا فأدركهم العسكر فقتل منهم خلق كثير ونهبت أموالهم وضعفت خفاجة بعد هذه الوقعة.
أما الدكتور عبد الجليل الطاهر في كتابه العشائر العراقية / ص199 فقال عن خفاجة:-
عشيرة متوطنة قوية يشتغل قسم منها برعاية الماشية يتمتعون بسمعة طيبة أكثر من جيرانهم (عبودة) و (آل ازيرج) الذين ليسوا على وفاق معهم، هاجر عدد كبير من العشيرة الى سوق الشيوخ والبصرة بسبب قلة الكلأ والعشب، لذا نجد أن معظم من يشتغل بالحمالة في البصرة من النساء من عشيرة خفاجة. ووقفت بعض فروع خفاجة وأفخاذها ضد الإنكليز والبعض الآخر الى الحياد ولكن البعض منها كانوا أصدقاء أوفياء لهم. ولكن العشيرة على العموم لم تكن معادية لنا مثل عشيرة (عبودة).
الواقع أن (آل حمام) هم من (بني ركاب) دخلوا في راية خفاجة بسبب إقامتهم في ديارهم أما (الطونيات) فهي عشيرة لها كيانها الخاص بها وقد اتصلوا بخفاجة لأنهم يسكنون في ديارهم. ولا يوجد شيخ متنفذ ما عدا ( علي الفضل) ذي السيطرة الواسعة.
وأضاف الدكتور عبد الجليل طاهر في ص118 من كتابه العشائر والسياسة (تقرير سري لدائرة الاستخبارات البريطانية) إنها عشيرة مهمة تسكن وادي الرافدين وقسم منها مع المنتفق شمال الناصرية وآخرون مع الكبشة بالقرب من الشنافية. لا يوجد أي اتصال سياسي بين الجماعات الثلاث ، لقد تفرق أفراد العشيرة عند جفاف المياه في شط الحلة ولكنهم الآن عادوا الى اماكنهم.
أما أحمد عبد الرضا كريم فقد أشار في ص345 من كتابه الأنساب المنقطعة الى أن ( بني خفاجة) هم احدى القبائل الخمس التي انحدرت وتكونت من قبائل بني كعب المتفرعين من مضر.
وقال ابن خلدون في ص14/ المجلد السادس من كتابه تاريخ ابن خلدون:-
في حديثه عن الطبقة الرابعة من العرب ....
كان بنو عامر بن صعصعة كلهم بنجد، وبنو كلاب في خناصرة والرَبَذة من جهات المدينة، وكعب بن ربيعة فيما بين تُهامة والمدينة وأرض الشام، وبنو هلال بن عامر في بسائط الطائف ما بينه وبين جبل غزوان، ونُمير بن حامد معهم، وجشم محسوبون منهم بنجد، وانتقلوا كلهم في الإسلام الى الجزيرة الفراتية فملك نُمير حّران ونواحيها. وأقام بنو هلال بالشام الى أن ظعنوا الى المغرب كما نذكر في أخبارهم، وبقي منهم بقية بجبل بني هِلال المشهور بهم الذي فيه قلعة صَرخد وأكثرهم اليوم يتعاطون الفلح، وبنو كلاب بن ربيعة ملكوا أرض حلب ومدينتها كما ذكرناه، وبنو كعب بن ربيعة دخلت الى الشام منهم قبائل عُقيل وقشير وجريش و جعدة فانقرض الثلاثة في دولة الإسلام، ولم يبق الا بنو عقيل.
وقال الجِرجاني: إن بني المنتفق كلهم يعرفون بالخلط، ويليهم في جنوب البصرة إخوتهم بنو عامر بن عوف بن مالك ابن عوف بن عامر، وعوف أخو المنتفق قد غلبوا على البحرين و غمارة وملكوها من يدي أبي الحسين الأصغر بن تغلب. وكانت هذه المواطن للأزد ، وبني تميم وعبد القيس فورث هؤلاء أرضهم فيها وديارهم.
قال ابن سعيد: وملكوا أيضاً أرض اليمامة من بني كلاب وكان ملوكهم فيها لعهد الخمسين والستمائة بنو عصفور، وكان من بني عقيل خُفاجة بن عمرو بن عُقيل، كان انتقالهم الى العراق فأقاموا به وملكوا ضواحيه، وهم الآن ما بين دجلة والفرات، ومن عقيل هؤلاء عبادة بن عقيل ومنهم الأجافل لأن عبادة كان يعرف بالأجفل، وهم لهذا العهد بالعراق مع بني المنتفق، وفي البطايح التي بين البصرة والكوفة و واسط الإمارة فيهم على ما يبلغنا لرجل اسمه قيان بن صالح، وهو في عدد ومنعة، وما أدري أهو من بني معروف أمراء البطائح بني المنتفق أو من عبادة الأخاثل، هذه أحوال بني عامر بن صعصعة واستيلاؤهم على مواطن العرب من كهلان وربيعة ومضر.
وهؤلاء بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان بن منصور بن عكرمة بن خَصفة بن قيس عيلان بن مُضر
ولد عامر بن صعصعة: ربيعة، وفيه البيت والعدد؛ وهلال؛ ونمير؛ وسُواءة، بنو عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هَوزان بن منصور بن عكرمة بن خَفصة بن قيس عيلان بن مُضر.
وهؤلاء بنو كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ولد كعب بن ربيعة: معاوية، وهو الحَريش؛ وجعدة؛ وعُقيل؛ وقُشير؛ وعبد الله؛ وحبيب.
فأما بنو حبيب بن كعب، فهم بخُراسان ، وهم قليلٌ.
وولد عبد الله بن كعب : نِهْم ، والعَجلان؛ فلمّا وفد نِهم على رسول الله (ص) قال لهم : ( نِهْمٌ شيطانٌ، وأنتم بنو عبد الله) ، وأمّا بنو العجلان بن عبد الله بن كعب، فهم قبيلة ضخمة؛ منهم : الشاعر تميم بن أُبي بن مُقبل بن عوف بن حنيف بن العجلان ابن عبد الله بن كعب.
ومن بني الحريش بن كعب: مطرِّف بن عبد الله بن الشَّخير ابن عوف بن وقدان بن الحريش بن كعب، الفقيه الفاضل، لأبيه صحبة ورواية؛ وسعيد بن عمرو بن أسود بن مالك بن كعب بن الحريش، ولي خُراسان والبصرة؛ وذكر أبو عبيدة أنه كان يسأل على الأبواب، ثم صار يسقي الماء ثم صار في الجُند، ثم عَلَت حالهُ؛ وولدهُ بأرمينية، وقيل إنّ ليلى التي يتشبّبُ بها قَيس المَجنون، هي ليلى بنت مهدي بن سعيد بن مهدي بن ربيعة بن الحريش بن كعب، وإن زوجها كان الورد بن محمد العُقيلي.
وهؤلاء بنو عُقيل بن كَعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة
ولد عُقيل بن كعب: ربيعة؛ وعامر؛ وعمرو؛ وعبادة؛ وعوف؛ وعبد الله؛ ومعاوية... فأما بنو ربيعة بن عُقيل فلم يدينوا في الجاهلية لأحد؛ منهم: القاضي محمد بن عبد الله بن عُلاثة بن علقمة بن مالك بن عمرو بن عُويمر بن ربيعة بن عُقيل، ولي القضاء ببغداد للمنصور والمهدي.
واما بنو عامر بن عُقيل، فمنهم : المُنتفق بن عامر، بطن؛ وخُوَيلد بن عوف بن عامر بن عُقيل ، قاتل زيد بن عمرو بن عُدس يوم جبَلة؛ ومنهم : عُويمر بن أبي عدي بن ربيعة بن عامر بن عُقيل ، شاعر، فارسُ بني عُقيل، دعا عنترة العَبَسي الى المبارزة ، وقال له: ( إبرز إلي أيها العبد! فإن قتلتٌُك فلأُخيفنَّ أصحابك بعدك! وإن قتلتَني رجَعَتْ بإبل قومي!) فلم يقدم عنترة علي مُباراته ، فمن بني المنتفق: جراد بن المُنتفق، له صحبة؛ وأخوه قيس بن المنتفق، أسّر عمرو بن عمرو يوم جبلة؛ وأخوهما عوف بن المنتفق، قاتل لَقيط بن زُرارة يوم جَبَلة: وعمرو بن معاوية بن المنتفق ، قاد الصّوائف لبني أمية، وبنو سامي الودّاد ياشيون من بني حاجب بن المنتفق، وكانوا ولاة وخدمة، ومن بني المنتفق؛ أبو رزين لُقيط بن عامر بن صبرة بن عبد الله بن المنتفق ، له صحبة ورواية؛ ومنهم ؛ أبو بكر بن كعب بن حبيب بن عامر بن خُويلد بن الأصم بن عامر بن عُقيل ، جدُّ نصر بن شبث القائم على المأمون بكَيسوم؛ قُتل أبو بكر المذكور مع بن هُبيرة مع سائر فرسان قَيس.
وولد عمرو بن عُقيل: خَفاجة، بطن ضخمٌ، منهم: ابراهيم ، قاضي سَجَستان؛ والنجوى محمد بن مُعارك المعروف بالعُقيلي بقُرطبة؛ وتوبة بن الحُمَير بن ربيعة بن كعب بن خفاجة ، صاحب ليلى الأخيلية.
ومن بني عُبادة بن عُقيل: كعب المعروف بالأخيل بن الرّحّال بن معاوية بن عُبادة بن عُقيل ، رهط ليلى الأخيلية، وهي ليلى بنت حُذيفة بن شداد بن كعب بن الرّحال بن معاوية بن عُبادة بن عُقيل ؛ ومعاوية بن عبادة هذا طعن فرس زُهير بن جُذيمة العبسي يوم قتله خالد بن جعفر، وكان معاوية يومئذٍ غُلاماً، وعاش حتى أدرك الإسلام، ووفد على رسول الله (ص) وله صحبة.
ومن ولد عَوف بن عُقيل : ثور بن أبي سمعان بن كعب بن عامر بن عوف بن عُقيل، قاتل تَوبة بن الحُمير؛ ومن أجل قتلِهِ له جُلى جميع بني عوف بن عُقيل عن بلادهم؛ فتحمّلوا كلهم الى الجزيرة، ومنهم كان أبو صفوان إسحاق بن مسلم بن ربيعة بن عاصم بن حزن بن عامر بن عوف بن عُقيل، قائد مروان، ولي أرمينية، وكان أثيراً عند أبي جعفر المنصور؛ وإخوته: بكار بن مُسلم، من أصحاب عبد الله بن علي عمه؛ وعبد العزيز بن مسلم، والحارث بن مُسلم، وعبد الله بن مُسلم، كلهم أشراف سادة، وأعقابهم بالجزيرة؛ ومُسلم بن بكّار بن مسلم.
ومن بني خُويلد بن سِمعان بن خَفاجة: بنو الحُصين بن الدّجن بن عبد الله، بمنتيشة بالأندلس؛ ودارُهم : جَيّان ،و وادياش ؛ وهم بنو عطّاف بن الحُصين بن الدجن بن عبد الله ابن محمد بن عمرو بن يحيى بن عامر بن خُويلد بن سمعان؛ منهم كان إبراهيم بن اسحاق بن ابراهيم بن صخر بن عطّاف.
مضى بنو عامر بن صعصعة، ومضت قيسٌ كلها... وانقضى الكلام في جميع ولد مُضر بن نزار.
الاستنتاج :-
مع ما ورد على هذه القبيلة من إطراء وإصالة تارة ومن ثم اتهامات تارة أخرى إلا إننا لا بد أن نسجّل الملاحظات التالية:-
1- إن بني خفاجة بطن من بني عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة من العدنانية يسكنون العراق.
2- أشار ابن خلدون في الجزء السادس من كتابه تاريخ ابن خلدون الى أنهم من الطبقة الرابعة من العرب.......؟
3- وقد ذكر بعض المؤرخين إن خفاجة في الأجود وهو غير صحيح لأن الأجود من طي من القحطانية.
4- تعود تسمية هذه القبيلة الى خفاجة وهو إسم إمرأة ولد لها أولاد كثروا وهم يسكنون بنواحي الكوفة. إلا إننا لم نعثر على اسم لهذه المرأة يوضح عودة نسبها خلال بحثنا عنها.
وأخيراً فإن نسب خفاجة يعود الى بني عقيل الذين دخلوا العراق وتمركزوا في الموصل وانتشروا مع أبناء عمومتهم بنو عامر ويعدون هؤلاء من الطبقة الرابعة من العرب ، اما خفاجة الإمرأة التي سكنت الكوفة وتكاثر اولادها ما بين النجف والسماوة فلا يمكن عدّهم من خفاجة الطبقة الرابعة ، وإنما هم من سكنة الكوفة منذ مئات السنين قبل نزوح خفاجة الأب الى العراق، ولكن لم نعثر على ما يدلنا على عودة نسب هذه المرأة الى أي قبيلة.
5- وهناك من يدعي من النسابين بأن المنتفق الذي سكن شمال أفريقيا وأخوتهم بني عامر في البصرة يعدون من الطبقة الرابعة من العرب ولا علاقة لهم بمنتفق العراق ( الاتفاق العشائري المؤلف من بني مالك والأجود وبني سعيد) لأن بني مالك وبني سعيد من سلالة واحدة وهم من الأنصار والأجود هو أحد بطون طي حيث يشك فيهم النسابين بأنه أحد بطون زبيد وكلاهما من حِمير وليس من مذحج ، هذا ما قاله العلامة ابن خلدون ، وهذا غير راجح لأن زبيد من مذحج ...وهو الصواب...
المصادر:-
1- نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب/ القلقشندي.
2- اللباب في تهذيب الأنساب / ابن الأثير الجزري.
3- صبح الأعشى/ القلقشندي.
4- تاريخ ابن خلدون / ابن خلدون.
5- الأنساب / السمعاني.
6- الأنساب المنقطعة/ أحمد عبد الرضا كريم.
7- العشائر العراقية/ د. عبد الجليل طاهر.
8- أسماء القبائل وأنسابها/ القزويني.
9- موسوعة العشائر العراقية / ثامر العامري.
10- عشائر العراق/ المحامي عباس العزاوي.
11- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة/ عمر رضا كحالة.
12- الاشتقاق/ ابن دريد.
13- جمهرة أنساب العرب/ ابن حزم الأندلسي.
14- العشائر والسياسة/ د. عبد الجليل طاهر.
15- سبائك الذهب / السويدي البغدادي.
سلالة قبيلة خفاجة
معالي
ابن الرفاء
خضر
ابراهيم
عمر
محمد
عبد الله
محمد
سعيد
سنان
ابراهيم
اسحاق
ابراهيم
صخر
عطاف
الحصين
الدجن
عبد الله
محمد
عمرو
يحيى
عامر
خويلد
سمعان
خفاجة
عمرو
عقيل
كعب
ربيعة
عامر
صعصعة
معاوية
بكر
هوازن
منصور
عكرمة
خصفة
قيس
عيلان
الياس
مضر
نزار
معد
عدنان
إن عشائر الكرد هم من العشائر التاريخية القديمة التي جرت فيها التحقيقات في العديد من المصادر والكتب التي تبحث عن نسبهم وأصلهم قديما وحديثا ، لكن الآثار الخاصة بالشعب الكردي والمكتثفة حتى الآن لا تعطينا فكرة قاطعة عن أصلهم ومنشأهم ، فلم يحن الوقت الذي يمكننا فيه أن نبدي رأيا حاسما في مثل هذا الموضوع التاريخي.
ولو استعرضنا مجمل وأهم هذه المصادر وبعد التدقيق فيها نجد :-
1- أنهم من ولد كرد بن أسفند ياذ بن منوشهر (منوجهر) من ولد ليرج بن فريدون المعروف، وهو أول الطبقة الثانية من ملوك الفرس ، قاله في التنبيه والاشراف، ولعل هذا القول مبتن على وجود التشابه في اللغة، ولكن هذا غير قطعي فبعض لغات الكرد بعيدة كل البعد عن اللغة الفارسية.
2- أنهم ممن أبقاهم وزير الضحاك في حادثة مرضه المعلومة(1) وفي هذا ما يؤيد أنهم من الفرس عادوا الى البداوة، أو كما عبر عنهم ابن الشحنة بقوله (أعراب العجم)(2).
3- الادعاء بأنهم قوم من الجن كشف عنهم الغطاء لا يستحق الكلام، ودعوى أنهم أولاد المفريت تفصيل لهذه الشائعة المعطوفة الى النبز، فلا تستحق البحث.
4- قال المسعودي في التنبيه والاشراف أنه (قد ذهب قوم من متأخري الأكراد وذوي الدراية منهم ممن شاهدناهم الى أنهم من ولد كرد بن مرد بن صعصعة بن حرب بن هوزان، وفي المروج أنهم انفردوا في قديم الزمان لوقائع ودماء كانت بينهم وبين غسان ، ومنهم من يرى انهم من ولد سبيع بن هوزان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مروج الذهب / ج1/ ص308.
(2) روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر/ لأبي الوليد محمد بن الشحنة/ هامش ابن الأثير/ج7/ ص78.
وقد علق المسعودي في التنبيه والاشراف على هذه الأقوال بقوله ( وحرب وسبيع عند نساب مضر درجا فلا عقب لهما)، فطعن بهذه الآراء، ولم يشأ أن ينسبهم الى احدى قبائل العرب، وقال: ومن الأكراد من يذهب الى أنهم من ربيعة بن نزار بن بكر بن وائل، وقعوا في قديم الزمان لحرب كانت بينهم الى أرض الأعاجم، وتفرقوا فيهم، وحالت لغتهم وصاروا شعوباً وقبائل... فكان سبب تبدل لسانهم... وهكذا الأقوال من نوعها، وبعد الاسلام اختلط بهم العرب، ولا نزال نسمع من رؤسائهم خاصة أنهم ينتمون الى نجار عربي، وكل ما أقوله هنا أن المسعودي وأمثاله كتبوا عنهم، وسجلوا ما سمعوه منهم، ولم تكن آنئذ فكرة قوميات وإنما يعتبرون الأخوة بين الأقوام معتبرة، وان التعادي أوجده العصر الحاضر أو العصور المتأخرة فقام الناس بالدعوة المتطرفة وبما بثوه من نزعات، وعلى كل حال لم يقتنع المسعودي بأقوالهم .. ولكن هذا لا يمنع أن يكون قد اختلط بالكرد عرب، وتولوا رياستهم قبل الإسلام كما حدث بعده، ولذا قال ابن الشحنة (الكرد من العرب ثم تنبطوا).
5- ان الكرد قوم قائم بنفسه لا ينتسب الى الأقوام الموجودة، وهو منفرد عن سائر الأمم وقرباها، قاله أوليا جلبي، وعدهم ممن دخل السفينة من المؤمنين وخرج منها مع نوح (ع) وأولاده، عاشوا منفردين عن غيرهم ، وإن لغتهم لا تشبه الأقوام المعروفة، وحكمهم ملك يقال له (كردم) وعمر عمارات مهمة في جودي وسنجار ، ومن ثم عرفوا به.
ومثله ما جاء في مسالك الأبصار قال:
(الأكراد جنس خاص، وهم ما قارب العراق وديار العرب دون من توغل في بلاد العجم، ومنهم طوائف بالشام واليمن، ومنهم فرق متفرقة في الأقطار.. وحول العراق وديار العرب جمهرتهم فمنهم طوائف بجبال همذان و شهرزور وغيرها)(1).
وفي التعريف بالمصلح الشريف :
(ويقال في المسلمين الكرد، وفي الكفار الكرج، وحينئذ يكون الكرد و الكرج نسباً واحداً) (صبح الأعشى ج 1 ص 369).
وفي النويري : (كرد بن مرد بن بافث) ، وفي رأي أكثر النسابين أن الأكراد أولاد ايران بن أرم بن سام، أو من هوزان كما تقدم ، وفي ذلك خلاف ، قاله النويري (نهاية الأرب ج2 ص290) مما يدل على أنه ليس هناك رأي مقطوع به أو يصح التعويل عليه، والتوثق من صحته.
والكرد من العناصر الفعالة في العراق أيام العهد الاسلامي، ولهم الأثر الجميل في كافة أنحاء المعرفة والادارة والعمل للحضارة، وهم قوم قائم بحياله على الأرجح ولم يكن من بادية ايران كما توهم البعض بل يصح أن تكون ايران قد تولدت منه، وبنت ثقافتها على أساس البداوة الكردية، واستقت نفوسها- بلا ريب- من الكرد أو من بعض أقسامه القريبة منها، والأدلة الكثيرة على قدم هؤلاء ورسوخهم في الحضارة ، فقد نزحوا الى المدن، وسكناها ومالوا اليها بأُلفة وقبول تامين، فلم يستنكروا ذلك، ولا عارضوا كما يشاهد في العناصر البدوية فإنهم مالوا خطوة أثر خطوة حتى وصلوا الى الزرع، ثم الى الغرس وتعهد المغروسات ثم تأسيس القرية وهكذا تدرجوا حتى فقهوا الحياة المدنية، ولكنهم لا يزالون حتى في أرقى المدن محافظين على بعض العوائد، والتقاليد القومية الموروثة، فلم يروا وسيلة لإهمالها، أو نسيانها فالكثير من الأمور لا يزال على حالته، والكرد أقرب الى تمثيل الحضارة، فلم يمض أمد قليل حتى أصبحوا من أعضاء الحضارة النافعة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مسالك الأبصار /ج10.
والتاريخ في مجراه، في حوادثه العديدة برهن على أن هذا العنصر منذ دخل الإسلام صار من أهم أركانه، وأخلص لعقيدته، وتأثر بمبدئه السامي.
ومن ثم نال نصيباً وافراً من الحضارة ومكانة مقبولة مرضية، الأمر الذي دعا أن يكون من أهم أركان نهضته.. وعلماؤه وأدباؤه ومؤرخوه، ورجال سياسته ومدنه وصناعاته، كل هذا أكبر دليل تاريخي، بل شاهد محسوس لما ناله من المنزلة السامية حتى أن زراعه في انتاجهم، وعماله بأعمالهم لا يقلون عمن ذكر من خدام المدينة.
وهنا أستعرض بعض النصوص التاريخية فأقول:
إن العرب بعد فتح البلاد المجاورة لهم صاروا يقيسون الأقوام والأمم من حيث النسب بمقياس أنسابهم وحاولوا أن يرجعوا الكرد كغيرهم الى قبائل ، بل زادوا أن عدوا الكرد من أصل عربي ، وأيدوا عوامل المجاورة والاختلاط بعامل آخر، وهو العامل النسبي مراعاة لما يقول به رجال الكرد، على أن بعضهم رأى اللغة أقرب للفارسية، فاعتبروهم ايرانيين، أ, أنهم أهل البداوة منهم، ولكن هذا كله لم يمنع أن يحتفظوا بقوميتهم وأنهم (كرد) لا (فرس) ، ولا (عرب).
ونص المسالك يدل على أنهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الايرانيين، ولا من باديتهم، ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب، ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى
عدل سابقا من قبل المدير العام ذياب الخزعلي في الأربعاء مايو 16, 2012 5:00 pm عدل 1 مرات
نكمل المتبقي
التكملة
ونص المسالك يدل على أنهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الايرانيين، ولا من باديتهم، ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب، ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى المتداولة في الوقت الحاضر التي لم نر حاجة في النقل منها، وجل ما توصل اليه الباحثون أنهم من العناصر الآرية، والكتب المدونة في الوقت الحاضر المؤيدة لهذا الرأي الشائع في أوربا كثيرة من أهمها: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان بمعالي الاستاذ محمد أمين زكي، وكرد للاستاذ رشيد ياسمي، وكردلر باللغة التركية منقولاً من اللغة الألمانية، والأكراد من فجر التاريخ الى سنة 1920م ومن عمان الى العمادية فكل هذه تعرضت لأصل الكرد، فمن أراد التوسع فليرجع اليها..
وهنا يسوقنا البحث الى معرفة الأقوال المتأخرة لعلمائنا، ولعل فيها ما يؤيد بعض الأقوال ويناصرها، أو على الأقل يعين اضطراب الآراء وتشتتها، لئلا يرمي العرب المحدثون في التعصب للعروبة بإدخالهم ضمن حضيرتهم من لم يكن منهم وإنما المنقول من الكرد أنفسهم قديماً، ولم يكن ذلك ابن اليوم أو أمس القريب.
وفي كتاب شرح منظومة عمود النسب في أنساب العرب للاستاذ المرحوم السيد محمود شكري الآلوسيالأكراد جيل معروف، وقبائل شتى، واختلف في نسبهم (عدد الأقوال وقال: وقد ألف في نسب الأكراد فاضل عصره محمد أفندي الكردي ، وذكر فيهم أقوالا مختلفة، بعضها صادم البعض، ورجع فيه أنهم أولاد كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح (ع) (وسرد النقول عن مؤرخين منهم صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر وابن الجواني في آخر المقدمة الفاضلة وكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون، وتاج العروس).
وفي تفسير روح المعاني عند الكلام على قوله تعالى (ستدعون الى قوم أولي بأس شديد) يعني الأكراد كما في الدر المنثور، ورجح أنهم (جيل من الناس) ، ونقل عن كتاب القصد والامم وغيره اختلاف العلماء في كونهم في الأصل عرباً أو غيرهم، وقال: والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد عمرو مزيقياء إلا ان الكثير منهم ليسوا من العرب أصلاً.
وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال أنهم من ذرية خالد ابن الوليد، آخرون يقال أنهم من ذرية معاذ بن جبل، وآخرون يقال أنهم من ذرية العباس بن عبد المطلب، وآخرون يقال أنهم من بني أمية، قال ولا يصح عندي من ذلك شيء وصحح نسب البرزنجة وأبدى أنهم سادة انتهى ما نقل عن التفسير بإختصار.
هذا ما نقله الاستاذ الآلوسي المرحوم في كتابه (شرح المنظومة) ، ولم يبد أي مطالعة حول أصلهم واكتفى بما ورد من النصوص وعلى كل انجلت ماهية الخلاف، وعرف تشعب الآراء والتعصب لبعضها.
أما فروعهم الكبرى فهي:-
1- كرمانج.
2- لر.
3- كلهر.
4- كَوران.
وهناك فروع أخرى تدخل ضمن هذه الفروع، والآن لا تزال هذه القسمة القديمة معروفة مصادقاً عليها، ونصيب العراق من هذه الأقسام كبير، وإن كان لا يدعي حيازتها بحذافيرها بل لا تزال أقسام كبرى في ايران قد تفوق ما في العراق، وكذا في الجمهورية التركية مقدار منهم ، كما أن سوريا تحوي جزءاً لا يستهان به.
وفي معجم البلدان ذكر ممن في شهرزور من الطوائف:
1- الجلالية: هي الكلالية المعروفة.
2- الباسيان: يريد ما نسميه بازيان.
3- الحكمية: لا تعرف اليوم وتنسب الى مروان بن الحكم الأموي.
4- السولية: لا يزال الموطن معروفاً.
وكان من أقضية لواء السليمانية وينطق به (سيول) أيضاً واللفظ العربي صحيح ، والآن يحتوي على قرى كثيرة عد منها صاحب سياحتنامه حدور 26 قرية، وجاء ذكر هذه القبيلة المعروفة بمكانها في مسالك الأبصار بلفظ (السيولية) كما في السياحتنامه، وتردد فيها معالي الاستاذ أمين زكي.
وعد صاحب مسالك الأبصار من قبائلهم:
1- الكورانية. 2- الكلالية. 3- اللورية ، وهم اللرية.
4- بابيرية. 5- الخونسة. 6- السورانية.
7- السيولية. 8- الزرارية. 9- الفرياوية ، أو الفرناوية.
10- المازنجانية. 11- الحميدية. 12- الجولمركية.
13- الحسنانية، وكذلك جاءت في نسخ أخرى من مسالك الأبصار، أو خستانية.
14- اليافية (غير منقوطة).
15- الهمكارية. 16- بختية. 17- الداسنية.
18- الدنبلية.
وفي المسعودي ما يقاربها نوعاً، وغالب نسبة هؤلاء الى المواطن والبقاع لا الى قبيلة، والأمر شائع جداً في هذه الأنحاء، وهذا يصح أن يعد الأصل في الانتساب، ويؤيد ما قررناه، وبين هذه القبائل ما هو غير معروف اليوم في الأنحاء العراقية، أو انه يتعلق بمواطن مجاورة أو خارج العراق والبحث عن العشائر لا يقتصر على ما هو مألوف في عشائر العرب...
وإن صاحب مسالك الأبصار تكلم عنهم بالاستناد الى علماء عراقيين مثل الحكيم الفاضل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن ساعد الأنصاري فقد توضح (تاريخ العراق) في تلك الحقبة بأمثال هذا العالم الجليل المبرز في كل علم حتى التاريخ ونظام الدين الحكم وآخرين.. وإن القلقشندي و النويري اعتمدوه وأخذوا منه.
الاستنتاج:-
نستنتج من ذلك أن فصيح الحيدري قد تعقب ما جاء في تفسير الآلوسي فقال والاكراد كلهم على ما في القاموس من اولاد كرد بن عمرو مزيقياء) وذكر في مادة مزق أن مزيقياء، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حليتين ويمزقها بالعشى، فلذا لقب بمزيقياء، أقول (القول للحيدري) فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب واكابرهم ، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
واما ما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب، وكفى صاحب القاموس تصحيحاً وشهادة، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسباً، لأن مزيقياء على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم، فلسان الكرد ممزق لسان الرفس (عنوان المجد ص169) وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى، متأثر بالمجاورين من عرب وايرانيين ، ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب، وعاشوا معهم، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على (العشائر في التاريخ) بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر، فهم من العرب القحطانية وليس من العرب العدنانية، لأن جدهم عمرو مزيقياء هو أقدم من أجداد العرب العدنانية، وأعدهم ابن خلدون من الطبقة الرابعة من العرب.....!
ومن القبائل الكردية :-
1- لواء السليمانية – قبائل الجاف.
2- الهماوند. 3- الكلالية. 4- كشكي.
5-هاورامان. 6- ايل غواره.
7- بيشدر.
8- امارة بابان. 9- لواء أربل. 10- بلباس.
11- كَدري.
12- آكو.
13- خوشناو.
14- هركي. 15- سورجي . 16- روتي.
17- بالك. 18- بالكي.
19- كرد خيلانية.
20- ديزدي. 21- زراري.
22- امارة صوران.
23- لواء كركوك- صالحي أو ساله بي.
24- شيخ بزيني. 25 شوان. 26-جباري.
27- داووده. 28- دلو. 29- زند.
30- زنكنة. 31- كيج. 32- بالاني.
33- طاطران. 34- كاكائية.
35- لواء ديالى-قره أولوس 36- باجلان. 37- الفيلية. 38- لواء الديوانية-الكرد
39- لواء الموصل – قبائل الكرد الشمالية.
40- امارة العمادية. 41- قبائل زاخو. 42- عقرة.
43- زيبار. 44- بارزان. 45- قبائل دهوك.
46- ميران. 47- الزيدية وإمارتهم.
48- قبائل الحدود. 49- كلهر. 50 - لك.
51- زرزا. 52- كيله شين. 53- شقاقي.
المصادر:-
1- مروج الذهب / للمسعودي.
2- روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر/ لأبي الوليد محمد بن الشحنة.
3- عشائر العراق / العزاوي.
4- موسوعة العشائر العراقية / للعامري.
5- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي.
6- جمهرة أنساب العرب/ لابن حزم الأندلسي.
7- معجم قبائل العرب / للسمهودي.
8- البدء والتاريخ / لابن سهل البلخي.
ونص المسالك يدل على أنهم جنس خاص، فلم يعدّهم من الايرانيين، ولا من باديتهم، ولا من العرب ونجارهم وهو الأقرب للصواب، ويهمنا أن لا نقف عند هذا مكتفين بالآراء القديمة المبينة أعلاه، والأخرى المتداولة في الوقت الحاضر التي لم نر حاجة في النقل منها، وجل ما توصل اليه الباحثون أنهم من العناصر الآرية، والكتب المدونة في الوقت الحاضر المؤيدة لهذا الرأي الشائع في أوربا كثيرة من أهمها: خلاصة تاريخ الكرد وكردستان بمعالي الاستاذ محمد أمين زكي، وكرد للاستاذ رشيد ياسمي، وكردلر باللغة التركية منقولاً من اللغة الألمانية، والأكراد من فجر التاريخ الى سنة 1920م ومن عمان الى العمادية فكل هذه تعرضت لأصل الكرد، فمن أراد التوسع فليرجع اليها..
وهنا يسوقنا البحث الى معرفة الأقوال المتأخرة لعلمائنا، ولعل فيها ما يؤيد بعض الأقوال ويناصرها، أو على الأقل يعين اضطراب الآراء وتشتتها، لئلا يرمي العرب المحدثون في التعصب للعروبة بإدخالهم ضمن حضيرتهم من لم يكن منهم وإنما المنقول من الكرد أنفسهم قديماً، ولم يكن ذلك ابن اليوم أو أمس القريب.
وفي كتاب شرح منظومة عمود النسب في أنساب العرب للاستاذ المرحوم السيد محمود شكري الآلوسيالأكراد جيل معروف، وقبائل شتى، واختلف في نسبهم (عدد الأقوال وقال: وقد ألف في نسب الأكراد فاضل عصره محمد أفندي الكردي ، وذكر فيهم أقوالا مختلفة، بعضها صادم البعض، ورجع فيه أنهم أولاد كرد بن كنعان بن كوش بن حام بن نوح (ع) (وسرد النقول عن مؤرخين منهم صاحب كتاب مناهج الفكر ومباهج العبر وابن الجواني في آخر المقدمة الفاضلة وكتاب الجوهر المكنون في القبائل والبطون، وتاج العروس).
وفي تفسير روح المعاني عند الكلام على قوله تعالى (ستدعون الى قوم أولي بأس شديد) يعني الأكراد كما في الدر المنثور، ورجح أنهم (جيل من الناس) ، ونقل عن كتاب القصد والامم وغيره اختلاف العلماء في كونهم في الأصل عرباً أو غيرهم، وقال: والذي يغلب على ظني أن هؤلاء الجيل لا يبعد أن يكون فيهم من هو من أولاد عمرو مزيقياء إلا ان الكثير منهم ليسوا من العرب أصلاً.
وقد انتظم في سلك هذا الجيل أناس يقال أنهم من ذرية خالد ابن الوليد، آخرون يقال أنهم من ذرية معاذ بن جبل، وآخرون يقال أنهم من ذرية العباس بن عبد المطلب، وآخرون يقال أنهم من بني أمية، قال ولا يصح عندي من ذلك شيء وصحح نسب البرزنجة وأبدى أنهم سادة انتهى ما نقل عن التفسير بإختصار.
هذا ما نقله الاستاذ الآلوسي المرحوم في كتابه (شرح المنظومة) ، ولم يبد أي مطالعة حول أصلهم واكتفى بما ورد من النصوص وعلى كل انجلت ماهية الخلاف، وعرف تشعب الآراء والتعصب لبعضها.
أما فروعهم الكبرى فهي:-
1- كرمانج.
2- لر.
3- كلهر.
4- كَوران.
وهناك فروع أخرى تدخل ضمن هذه الفروع، والآن لا تزال هذه القسمة القديمة معروفة مصادقاً عليها، ونصيب العراق من هذه الأقسام كبير، وإن كان لا يدعي حيازتها بحذافيرها بل لا تزال أقسام كبرى في ايران قد تفوق ما في العراق، وكذا في الجمهورية التركية مقدار منهم ، كما أن سوريا تحوي جزءاً لا يستهان به.
وفي معجم البلدان ذكر ممن في شهرزور من الطوائف:
1- الجلالية: هي الكلالية المعروفة.
2- الباسيان: يريد ما نسميه بازيان.
3- الحكمية: لا تعرف اليوم وتنسب الى مروان بن الحكم الأموي.
4- السولية: لا يزال الموطن معروفاً.
وكان من أقضية لواء السليمانية وينطق به (سيول) أيضاً واللفظ العربي صحيح ، والآن يحتوي على قرى كثيرة عد منها صاحب سياحتنامه حدور 26 قرية، وجاء ذكر هذه القبيلة المعروفة بمكانها في مسالك الأبصار بلفظ (السيولية) كما في السياحتنامه، وتردد فيها معالي الاستاذ أمين زكي.
وعد صاحب مسالك الأبصار من قبائلهم:
1- الكورانية. 2- الكلالية. 3- اللورية ، وهم اللرية.
4- بابيرية. 5- الخونسة. 6- السورانية.
7- السيولية. 8- الزرارية. 9- الفرياوية ، أو الفرناوية.
10- المازنجانية. 11- الحميدية. 12- الجولمركية.
13- الحسنانية، وكذلك جاءت في نسخ أخرى من مسالك الأبصار، أو خستانية.
14- اليافية (غير منقوطة).
15- الهمكارية. 16- بختية. 17- الداسنية.
18- الدنبلية.
وفي المسعودي ما يقاربها نوعاً، وغالب نسبة هؤلاء الى المواطن والبقاع لا الى قبيلة، والأمر شائع جداً في هذه الأنحاء، وهذا يصح أن يعد الأصل في الانتساب، ويؤيد ما قررناه، وبين هذه القبائل ما هو غير معروف اليوم في الأنحاء العراقية، أو انه يتعلق بمواطن مجاورة أو خارج العراق والبحث عن العشائر لا يقتصر على ما هو مألوف في عشائر العرب...
وإن صاحب مسالك الأبصار تكلم عنهم بالاستناد الى علماء عراقيين مثل الحكيم الفاضل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن ساعد الأنصاري فقد توضح (تاريخ العراق) في تلك الحقبة بأمثال هذا العالم الجليل المبرز في كل علم حتى التاريخ ونظام الدين الحكم وآخرين.. وإن القلقشندي و النويري اعتمدوه وأخذوا منه.
الاستنتاج:-
نستنتج من ذلك أن فصيح الحيدري قد تعقب ما جاء في تفسير الآلوسي فقال والاكراد كلهم على ما في القاموس من اولاد كرد بن عمرو مزيقياء) وذكر في مادة مزق أن مزيقياء، لقب عمرو ملك اليمن كان يلبس كل يوم حليتين ويمزقها بالعشى، فلذا لقب بمزيقياء، أقول (القول للحيدري) فعلى هذا تكون الأكراد من أشراف العرب واكابرهم ، وكرمهم وشجاعتهم وغيرتهم أعدل شهود على كونهم من أشراف العرب.
واما ما ذكر بعضهم من أنهم ليسوا من العرب فهو من قبيل التعصب، وكفى صاحب القاموس تصحيحاً وشهادة، فهم على ما ذكره المجد صاحب القاموس من قحطان من العرب العاربة نسباً، لأن مزيقياء على ما ذكره علماء النسب من بني قحطان وتبدل لسانهم لقرب منازلهم من العجم، فلسان الكرد ممزق لسان الرفس (عنوان المجد ص169) وفي هذا رد ضمني لما أورده أو نقله الآلوسي في تفسيره.
ونحن لا نقول أكثر من أنهم شعب مستقل عن الشعوب الأخرى، متأثر بالمجاورين من عرب وايرانيين ، ولا ينكر أنهم اختلط بهم بعض العرب، وعاشوا معهم، وصاروا لا يفترقون عنهم بوجه وأنهم لا يزالون يحفظون أنسابهم فلا طريق للطعن كما أن كثيرين من الكرد عاشوا مع العرب والآن لا يخرجون عنهم ويهمنا الكلام على (العشائر في التاريخ) بنظرة سريعة للتوصل الى قبائل العصر الحاضر، فهم من العرب القحطانية وليس من العرب العدنانية، لأن جدهم عمرو مزيقياء هو أقدم من أجداد العرب العدنانية، وأعدهم ابن خلدون من الطبقة الرابعة من العرب.....!
ومن القبائل الكردية :-
1- لواء السليمانية – قبائل الجاف.
2- الهماوند. 3- الكلالية. 4- كشكي.
5-هاورامان. 6- ايل غواره.
7- بيشدر.
8- امارة بابان. 9- لواء أربل. 10- بلباس.
11- كَدري.
12- آكو.
13- خوشناو.
14- هركي. 15- سورجي . 16- روتي.
17- بالك. 18- بالكي.
19- كرد خيلانية.
20- ديزدي. 21- زراري.
22- امارة صوران.
23- لواء كركوك- صالحي أو ساله بي.
24- شيخ بزيني. 25 شوان. 26-جباري.
27- داووده. 28- دلو. 29- زند.
30- زنكنة. 31- كيج. 32- بالاني.
33- طاطران. 34- كاكائية.
35- لواء ديالى-قره أولوس 36- باجلان. 37- الفيلية. 38- لواء الديوانية-الكرد
39- لواء الموصل – قبائل الكرد الشمالية.
40- امارة العمادية. 41- قبائل زاخو. 42- عقرة.
43- زيبار. 44- بارزان. 45- قبائل دهوك.
46- ميران. 47- الزيدية وإمارتهم.
48- قبائل الحدود. 49- كلهر. 50 - لك.
51- زرزا. 52- كيله شين. 53- شقاقي.
المصادر:-
1- مروج الذهب / للمسعودي.
2- روضة المناظر في أخبار الأوائل والأواخر/ لأبي الوليد محمد بن الشحنة.
3- عشائر العراق / العزاوي.
4- موسوعة العشائر العراقية / للعامري.
5- نسب معد واليمن الكبير/ السائب الكلبي.
6- جمهرة أنساب العرب/ لابن حزم الأندلسي.
7- معجم قبائل العرب / للسمهودي.
8- البدء والتاريخ / لابن سهل البلخي.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت مارس 02, 2019 7:05 am من طرف خالد كطران الخزاعي
» نسب عشيرة الحريشين الخزاعيه
الأحد فبراير 24, 2019 8:21 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورخالدالشمري
الإثنين مارس 17, 2014 3:24 am من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورمن مكوب الخزاعل لعام 1435
السبت نوفمبر 30, 2013 1:06 am من طرف المدير ذياب الخزعلي
» الشيخ ثعبان ابومحمد شيخ البومحمد
السبت نوفمبر 16, 2013 3:28 pm من طرف خالد كطران الخزاعي
» صور متفرقه من الخزاعل
الأربعاء يوليو 17, 2013 9:33 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صور من مضيف ابو اثير الخزعلي في كربلاء حي القادسية
الأربعاء يوليو 17, 2013 8:55 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صورة الشيخ هاشم عبيدعبدعلي الدهش الخزعلي
الأربعاء يوليو 17, 2013 8:40 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي
» صور الامير حسين الشعلان مع الشيخ هاشم عبيدعبدعلي الدهش الخزاعي
الخميس يوليو 04, 2013 8:46 pm من طرف المدير ذياب الخزعلي